إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرٗا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدٗا زَلَقًا} (40)

{ فعسى ربّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مّن جَنَّتِكَ } هو جوابُ الشرط والمعنى إن ترنِ أفقرَ منك فأنا أتوقع من صنع الله سبحانه أن يقلِبَ ما بي وما بك من الفقر والغنى فيرزُقني لإيماني جنةً خيراً من جنتك ويسلُبَك لكفرك نعمتَه ويُخْرِب جنتك { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا } هو مصدرٌ بمعنى الحِساب كالبُطلان والغفران أي مقداراً قدره تعالى وحسَبه ، وهو الحكمُ بتخريبها ، وقيل : عذابَ حُسبانٍ وهو حسابُ ما كسبت يداه ، وقيل : مَراميَ جمعُ حُسبانة وهي الصواعقُ . ومساعدة النظمِ الكريم فيما سيأتي للأولين أكثر { مِّنَ السماء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا } مصدر أريد به المفعولُ مبالغةً أي أرضاً ملساء يُزْلَق عليها لاستئصال ما عليها من البناء والشجر والنبات .