الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرٗا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدٗا زَلَقًا} (40)

وقوله : { فعسى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ } [ الكهف : 40 ] .

هذا الترجِّي ب«عَسَى » يحتملُ أن يريد به في الدنيا ، ويحتمل أن يريد به في الآخِرَةِ ، وتمنِّي ذلك في الآخرة أشرَفُ وأذهَبُ مع الخير والصلاح ، وأنْ يكونَ ذلك يرادُ به الدنيا أذْهَبُ في نِكَاية هذا المخاطَب ، و«الحُسْبان » العذاب كالبردِ والصِّرِّ ونحوه ، و«الصَّعيد » وجه الأرض ، «والزَّلَق » : الذي لا تثبت فيه قَدَم ، يعني : تذهب منافعها حتى منفعةُ المشْيِ فهي وَحَلٌ لا تثبُتُ فيه قَدَمٌ .