الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرٗا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدٗا زَلَقًا} (40)

أخرج ابن جرير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الحسبان العذاب .

وأخرج الطستي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { حسباناً من السماء } قال : ناراً . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول :

بقية معشر صبت عليهم *** شآبيب من الحسبان شهب

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : { حسباناً من السماء } قال : ناراً .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فتصبح صعيداً زلقاً } قال : مثل الجرز .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { حسباناً من السماء } قال : عذاباً { فتصبح صعيداً زلقاً } أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء { أو يصبح ماؤها غوراً } أي ذاهباً قد غار في الأرض { وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه } قال يصفق { على ما أنفق فيها } متلهفاً على ما فاته .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { صعيداً زلقاً } قال : الصعيد الأملس ، والزلق التي ليس فيها نبات { وأحيط بثمره } قال : بثمر الجنتين فأهلكت { فأصبح يقلب كفيه } يقول : ندامة عليها { وهي خاوية على عروشها } قال : قلب أسفلها أعلاها .