تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ} (28)

فعلم { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ْ } أي : أمورهم الماضية والمستقبلة ، فلا خروج لهم عن علمه ، كما لا خروج لهم عن أمره وتدبيره .

ومن جزئيات وصفهم ، بأنهم لا يسبقونه بالقول ، أنهم لا يشفعون لأحد بدون إذنه ورضاه ، فإذا أذن لهم ، وارتضى من يشفعون فيه ، شفعوا فيه ، ولكنه تعالى لا يرضى من القول والعمل ، إلا ما كان خالصا لوجهه ، متبعا فيه الرسول ، وهذه الآية من أدلة إثبات الشفاعة ، وأن الملائكة يشفعون .

{ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ْ } أي : خائفون وجلون ، قد خضعوا لجلاله ، وعنت وجوههم لعزه وجماله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ} (28)

وقوله تعالى : { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } أي ما تقدم من أفعالهم وأعمالهم ، والحوادث التي لها إليهم تنسب وما تأخر ، ثم أخبر تعالى أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله أن يشفع له ، قال بعض المفسرين لأهل لا إله إلا الله ، «والمشفق » البالغ في الخوف المحترق من الفزع على أمر ما .