الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ} (28)

وجميع ما يأتون ويذرون مما قدّموا وأخروا بعين الله ، وهو مجازيهم عليه ، فلإحاطتهم بذلك يضبطون أنفسهم ، ويراعون أحوالهم ، ويعمرون أوقاتهم . ومن تحفظهم أنهم لا يجسرون أن يشفعوا إلا لمن ارتضاه الله وأهله للشفاعة في ازدياد الثواب والتعظيم ، ثم أنهم مع هذا كله من خشية الله { مُشْفِقُونَ } أي متوقعون من أمارة ضعيفة ، كائنون على حذر ورقبة لا يأمنون مكر الله . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه رأى جبريل عليه السلام ليلة المعراج ساقطاً كالحلس من خشية الله . وبعد أن وصف كرامتهم عليه ، وقرب منزلتهم عنده ، وأثنى عليهم ، وأضاف إليهم تلك الأفعال السنية والأعمال المرضية .