الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ} (28)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه قال : قالت اليهود : إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة . فقال الله تكذيباً لهم { بل عباد مكرمون } أي الملائكة ليس كما قالوا ، بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته { لا يسبقونه بالقول } يثني عليهم { ولا يشفعون } قال : لا تشفع الملائكة يوم القيامة { إلا لمن ارتضى } قال : لأهل التوحيد .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إلا لمن ارتضى } قال : لمن رضي عنه .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { إلا لمن ارتضى } قال : قول لا إله إلا الله .

واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { إلا لمن ارتضى } قال : الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله إلا الله .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث ، عن جابر رضي الله عنه : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } فقال : «إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ليلة أسري بي مررت بجبريل ، وهو بالملأ الأعلى ملقى كالحلس البالي من خشية الله » .