{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }
{ ما بين أيديهم } ما أمامهم . { وما خلفهم } ما وراءهم .
{ يشفعون } يتضرعون إلى ربهم ويسألونه العفو عن المذنب ، والتجاوز عن المؤاخذة .
عن ابن عباس : يعلم ما عملوا وما هم عاملون ؛ وعنه : { ما بين أيديهم } الآخرة ؛ { وما خلفهم } الدنيا ؛ { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } هو كقول الحق سبحانه : { يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن . . ){[2131]} وكذا ما في الآية الكريمة : { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له . . ){[2132]} ؛ عن ابن عباس : من قال لا إله إلا الله ، شفاعتهم الاستغفار ، وهي تكون في الدنيا والآخرة ؛ ومصداق ذلك في كتاب الله : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا . . ){[2133]} ؛ { . . والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ){[2134]} .
{ وهم من خشيته مشفقون } والملائكة الكرام عليهم السلام من خشية الله الكبير المتعال وخوف غضبه على حذر ورقبة ؛ فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون وقيل : يحتمل أن يكون المعنى ، أنهم يخشون الله تعالى ، ومع ذلك يحذرون من وقوع تقصير في خشيتهم . . . وفرق بين الخشية والإشفاق بأن الأول : خوف مشوب بتعظيم ومهابة ، ولذلك خص به العلماء في قوله تعالى : { . . إنما يخشى الله من عباده العلماء . . ){[2135]} ؛ والثاني : خوف مع اعتناء ، ويعدى بمن [ فيقال : أشفقت من كذا ] . . وقد يعدى بعلى [ كما يقال : أشفق على ولده ] بملاحظة الحنو والعطف {[2136]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.