تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَا فِيهَا غَوۡلٞ وَلَا هُمۡ عَنۡهَا يُنزَفُونَ} (47)

وأنها سالمة من غول العقل وذهابه ، ونزفه ، ونزف مال صاحبها ، وليس فيها صداع ولا كدر ، فلما ذكر طعامهم وشرابهم ومجالسهم ، وعموم النعيم وتفاصيله داخلة في قوله : { جَنَّاتِ النَّعِيمِ }

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَا فِيهَا غَوۡلٞ وَلَا هُمۡ عَنۡهَا يُنزَفُونَ} (47)

45

وقوله : { لا فِيهَا غَوْلٌ } يعني : لا تؤثر فيهم غولا - وهو وجع البطن . قاله مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد - كما تفعله خمر الدنيا من القُولَنْج ونحوه ، لكثرة مائيتها .

وقيل : المراد بالغول هاهنا : صداع الرأس . وروي هكذا عن ابن عباس .

وقال قتادة : هو صداع الرأس ، ووجع البطن . وعنه ، وعن السدي : لا تغتال عقولهم ، كما قال الشاعر :

فَمَا زَالَتِ الكأسُ تَغْتَالُنا *** وتَذْهبُ بالأوَّل الأوَّلِ{[24958]} {[24959]}

وقال سعيد بن جبير : لا مكروه فيها ولا أذى . والصحيح قول مجاهد : إنه وجع البطن .

وقوله : { وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزفُونَ } قال مجاهد : لا تذهب عقولهم ، وكذا قال ابن عباس ، ومحمد بن كعب ، والحسن ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ، والسدي ، وغيرهم .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : في الخمر أربع خصال : السكر ، والصداع ، والقيء ، والبول . فذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال ، كما ذكر في سورة " الصافات " {[24960]} .


[24958]:- في ت: "فالأول".
[24959]:- البيت في تفسير الطبري (23/35).
[24960]:- في ت: "والصافات".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَا فِيهَا غَوۡلٞ وَلَا هُمۡ عَنۡهَا يُنزَفُونَ} (47)

وقوله { ولا فيها غول } ، لم تعمل { لا } لأن الظرف حال بينها وبين ما شأن التبرية أن تعمل فيه و » الغول «اسم عام في الأذى ، يقال غاله كذا إذا أضره في خفاء ، ومنه الغيلة في القتل وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاع » لقد هممت أن أنهى عن الغيلة{[9848]} «ومن اللفظة قول الشاعر : [ الطويل ]

مضى أولونا ناعمين بعيشهم . . . جميعاً وغالتني بمكة غول{[9849]}

أي عاقتني عوائق ، فهذا معنى من معاني الغول ، ومنه قول العرب ، في مثل من الأمثال ، < ماله عمل ما غاله > يضرب للرجل الحديد الذي لا يقوم لأمر إلا أغنى فيه ، أو الرجل يدعى له بأن يؤذي ما آذاه ، وقال ابن عباس ومجاهد وابن زيد في الآية » الغول «وجع في البطن ، وقال ابن عباس أيضاً وقتادة : هو صداع في الرأس .

قال القاضي أبو محمد : والاسم أعم من هذا كله فنفى عن خمر الجنة جميع أنواع الأذى إذا هي موجودة في خمر الدنيا ، نحا إلى هذا العموم سعيد بن جبير ، ومنه قول الشاعر : [ المتقارب ]

وما زالت الخمر تغتالنا . . . وتذهب بالأول الأول{[9850]}

أي تؤذينا بذهاب العقل ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر «ينزَفون » بفتح الزاي وكذلك في سورة الواقعة{[9851]} من قوله «نزف الرجل إذا سكر ونزفته الخمر » ، والنزيف السكران ومنه قول الشاعر [ جميل بن معمر ] : [ الكامل ]

فلثمت فاها آخذاً بقرونها . . . شرب النزيف لبرد ماء الحشرج{[9852]}

وبذهاب العقل فسر ابن عباس وقتادة { ينزفون } ، وقرأ حمزة والكسائي «ينزِفون » بكسر الزاي وكذلك في الواقعة من أنزف ينزف ويقال أنزف بمعنيين أحدها سكر ومنه قال الأبيرد الرياحي . [ الطويل ]

لعمري لئن أنزفتمُ أو صحوتمُ . . . لبيس الندامى أنتمُ آل أبجرا{[9853]}

والثاني : نزف شرابه{[9854]} يقال أنزف الرجل إذا تمّ شرابه فهذا كله منفي عن أهل الجنة ، وقرأ عاصم هنا بفتح الزاي وفي الواقعة بكسر الزاي ، وقرأ ابن أبي إسحاق «يَنزِفون » بفتح الياء وكسر الزاي .


[9848]:أخرجه أحمد في مسنده، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن جدامة بنت وهب، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بأنه صحيح، ولفظه كما ذكره السيوطي:(لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم).وقد فسر ابن الأثير معنى الغيلة في كتابه(النهاية في غريب الحديث والأثر) فقال:"الغيلة بالكسر: الاسم من الغيل بالفتح، وهو أن يجامع الرجل زوجته وهي مرضع، وكذلك إذا حملت وهي مرضع، واللبن الذي يشربه الولد يقال له الغيل".
[9849]:يتألم من حياته، ويقارن ما يلاقيه من العوائق بما كان ينعم به آباؤه فيقول: مضوا جميعا بحياتهم الناعمة وعيشتهم الهادئة، وبقيت أنا مع العوائق والمصاعب التي أعاني منها.
[9850]:البيت في اللسان(غول) غير منسوب، وقد استشهد به أبو عبيدة في (مجاز القرآن)، والرواية فيه وفي الطبري:(الكأس) بدلا من (الخمر)، قال أبو عبيدة:"{لا فيها غول}، مجازه: ليس فيها غول، والغول أن تغتال عقولهم"، وقال الطبري:"وهو أن تغتال عقولهم، يقول: هذه الخمرة لا تذهب بعقول شاربيها، كما تذهب بها خمور أهل الدنيا، ثم ذكر البيت". وشرح البيت في اللسان فقال:"أي: توصل إلينا شرا وتعدمنا عقولنا" فكلهم أجمعوا على أن المعنى هو اغتيال العقل.
[9851]:في قوله تعالى في الآية(19):{لا يصدعون عنها ولا ينزفون}.
[9852]:البيت مختلف في نسبته، قيل: هو لعمر بن أبي ربيعة، وهو من أبيات يقول فيها: قالت: وعيش أبي وحرمة إخوتي لأنبِّهنَّ الحي إن لم تخرج فخرجت خيفة قولها فتبسمت فعلمت أن يمينها لم تحرج فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج وقال ابن بري: البيت لجميل بن معمر، وليس لعمر بن أبي ربيعة، والقرن: الذؤابة، وخص بعضهم به ذؤابة المرأة وضفيرتها، والجمع: قرون، والنزيف: السكران، وقيل: هو المحموم الذي منع من الماء، والحشرج: الكوز الرقيق النقي، وقيل: هو الماء العذب من ماء الحسي. ولثمت فاها: قبلته، ونصب الشاعر(شرب) على المصدر المشبه به، فكأنه قال: شربت ريقها كشرب النزيف للماء العذب البارد.
[9853]:البيت في اللسان(نزف)، وفي (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، وقد نسبه الجوهري للأبيرد، وبعده يقول مخاطبا آل أبجر: شربتم ومدرتم وكان أبوكم كذاكم إذا ما يشرب الكأس مدرا وهو أبجر بن جابر العجلي، وكان نصرانيا، وأنزف: سكر وذهب عقله، ومدّر: سلح عن نفسه، يقول: إنكم يا آل أبجر بئس الندامى سواء شربتم حتى تذهب عقلكم أو كنتم في حال الإفاقة والصحوة، وشأنكم كأبيكم إذا ما شربتم سلحتم على أنفسكم. وقد استشهد القرطبي في تفسيره بالبيت ونسبه للحطيئة.
[9854]:لعله يريد: فني شرابه ولم يجد غيره قريبا منه، وقد قال الفراء:"وأصحاب عبد الله يقرءون:(يُنزفون)، وله معنيان: يقال: قد أنزف الرجل إذا فنيت خمره، وأنزف: إذا ذهب عقله، فهذان وجهان".
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَا فِيهَا غَوۡلٞ وَلَا هُمۡ عَنۡهَا يُنزَفُونَ} (47)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{لا فيها غول}: لا غائلة عليها يوجع منها الرأس كفعل خمر الدنيا.

{ولا هم عنها ينزفون} يعني يسكرون، فتنزف عقولهم كخمر الدنيا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"لا فِيها غَوْلٌ" يقول: لا في هذه الخمر غَوْل، وهو أن تغتال عقولهم يقول: لا تذهب هذه الخمر بعقول شاربيها، كما تذهب بها خمور أهل الدنيا إذا شربوها فأكثروا منها...

والعرب تقول: ليس فيها غيلة وغائلة وغَوْل بمعنى واحد... وقد يحتمل قوله: "لا فِيها غَوْلٌ "أن يكون معنيا به: ليس فيها ما يؤذيهم من مكروه، وذلك أن العرب تقول للرجل يصاب بأمر مكروه، أو يُنال بداهية عظيمة: غالَ فلانا غولٌ. وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛

فقال بعضهم: معناه: ليس فيها صُداع...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليس فيها أذًى فتشكّي منه بطونهم...

وقال آخرون: معنى ذلك: أنها لا تغول عقولهم...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليس فيها أذًى ولا مكروه... وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليس فيها إثم.

ولكلّ هذه الأقوال التي ذكرناها وجه، وذلك أن الغَوْل في كلام العرب: هو ما غال الإنسان فذهب به، فكلّ من ناله أمر يكرهه ضربوا له بذلك المثل، فقالوا: غالت فلانا غول، فالذاهب العقل من شرب الشراب، والمشتكي البطن منه، والمصدّع الرأس من ذلك، والذي ناله منه مكروه كلهم قد غالته غُول.

فإذا كان ذلك كذلك، وكان الله تعالى ذكره قد نفى عن شراب الجنة أن يكون فيه غَوْل، فالذي هو أولى بصفته أن يقال فيه كما قال جلّ ثناؤه لا فِيها غَوْلٌ فيعمّ بنفي كلّ معاني الغَوْل عنه، وأعمّ ذلك أن يقال: لا أذى فيها ولا مكروه على شاربيها في جسم ولا عقل، ولا غير ذلك.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله "وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ"؛ فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة "يُنْزَفُونَ" بفتح الزاي، بمعنى: ولا هم عن شربها تُنْزَف عقولهم. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: «وَلا هُمْ عَنْها يُنْزِفُونَ» بكسر الزاي، بمعنى: ولا هم عن شربها يَنْفَد شرابهم.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى غير مختلفتيه، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب وذلك أن أهل الجنة لا ينفد شرابهم، ولا يُسكرهم شربهم إياه، فيُذهِب عقولَهم.

واختلف أهل التأويل في معنى ذلك؛ فقال بعضهم: معناه: لا تذهب عقولهم... وهذا التأويل الذي ذكرناه عمن ذكرنا عنه لم تفصّل لنا رَواته القراءة الذي هذا تأويلها، وقد يحتمل أن يكون ذلك تأويل قراءة من قرأها يَنْزِفُونَ ويُنْزَفُون كلتيهما، وذلك أن العرب تقول: قد نُزِف الرجل فهو منزوف: إذا ذهب عقله من السكر، وأَنْزَف فهو مُنْزِف، محكية عنهم اللغتان كلتاهما في ذهاب العقل من السكر، وأما إذا فَنِيت خمر القوم فإني لم أسمع فيه إلا أنزَفَ القومُ بالألف.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{ولا هم عنها ينزفون} فيه ثلاثة تأويلات:

...

...

...

الثاني: لا يبولون، قاله ابن عباس.

وحكى الضحاك عنه أنه قال: في الخمر أربع خصال: السكر والصداع والقيء والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

فلا تغتالُ عقولَهم ولا تُزِيل حِشْمَتُهم، ولا تَرْفَعُ عنهم هَيْبَتَهم؛ فقومٌ يشربون وهم بوصف الستر، وآخرون يُسْقَوْن في الحضور -وهم على نعت القُرْب.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

الغول: من غاله يغوله غولاً إذا أهلكه وأفسده. ومنه: الغول الذي في تكاذيب العرب... و {يُنزَفُونَ} على البناء للمفعول، من نزف الشاربُ إذا ذهب عقله. ويقال للسكران: نزيف ومنزوف. ويقال للمطعون: نزف فَمات إذا خرج دمه كله. ونزحت الركية حتى نزفتها: إذا لم تترك فيها ماء... وقرئ: «ينزفون» أنزف الشارب إذا ذهب عقله أو شرابه...

والمعنى: لا فيها فساد قط من أنواع الفساد التي تكون في شرب الخمر من مغص أو صداع أو خمار أو عربدة أو لغو أو تأثيم أو غير ذلك، ولا هم يسكرون، وهو أعظم مفاسدها فأفرزه وأفرده بالذكر.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان قد أثبت لها الكمال، نفى عنها النقص فقال: {لا فيها غول} أي فساد من تصديع رأس أو إرخاء مفصل أو إخماء كبد أو غير ذلك مما يغتال أي يهلك، أو يكون سبباً للهلاك.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

ثم هي لا تذهب بالعقل ولا تغتاله {لاَ فِيهَا غَوْلٌ} أي: لا تغتال العقول، ولا تذهب بها.

{وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} نقول: انزف الحوض. يعني: أفرغه من الماء بالتدريج إلى نهايته، ونزفَ الدمُ يعني: سَالَ من الجسم واحدة واحدة، إلى أنْ يموتَ الإنسان.

ومن أنواع الخمر ما يُسبِّب نَزْفاً لما في البطن، بحيث يفرغ شاربها كل ما في بطنه، ويُخرِج كلَّ ما في جَوْفه. أما خمر الآخرة فلا تُسبِّب هذا النزف.

أو: يكون المعنى {وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} أي: لا تُستنزف عقولهم، ولا يَسْكَرون بسببها، كما تُسكِر خَمْر الدنيا.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

الآية السابقة التي تطرّقت إلى الشراب والكؤوس ربّما تجلب إلى الأذهان مفاهيم أخرى، أمّا الآية التي تليها فتطرد في جملة قصيرة كافّة تلك المفاهيم عن الأذهان (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون).

أي أنّ ذلك الخمر هو شراب طاهر لا يفسد العقل، ولا يؤدّي إلى السكر والغفلة، وإنّما يؤدّي إلى اليقظة والنشاط وفيه متعة للروح.

وكلمة (غول) على وزن (قول) تعني الفساد الذي ينفذ إلى الشيء بصورة غير محسوسة، ولهذا يقال في الأدب العربي لعمليات القتل التي تتمّ بصورة سريّة أو خفية بأنّه (قتل غيلة).

وكلمة (ينزفون) من مادّة (نزف) على وزن (حذف) وتعني فقدان الشيء تدريجيّاً، وعندما تستخدم هذه الكلمة بشأن آبار المياه، فإنّها تعطي معنى استخراج الماء من البئر تدريجيّاً حتّى ينضب، ويقال «نزيف الدم» وهو خروج الدم من الجسد تدريجيّاً حتّى ينتهي تماماً.

على أيّة حال، فإنّ المقصود في هذه الآية ذهاب العقل تدريجيّاً والوصول إلى حالة السكرة، أمّا خمر الجنّة الطاهر فإنّه لا يسكر على الإطلاق، إذ لا يذهب بالعقل ولا يسبّب أي مضارّ.

هاتان العبارتان تتطرّقان في آن واحد بصورة ضمنية ودقيقة إلى الشراب في عالم الدنيا والذي ينفذ إلى حياة الإنسان بصورة تدريجية وسرية، ويوجد عنده حالات الفساد والضياع، حيث أنّها لا تؤدّي بعقل الإنسان وأعصابه إلى الدمار فحسب، بل إنّ تأثيرها السلبي والذي لا يمكن إنكاره يمتدّ إلى جميع أعضاء جسم الإنسان، إلى القلب وحتّى الشرايين، وإلى المعدة والكلية والكبد، وأحياناً تودي بحياة الإنسان وكأنّها تقتله غيلة، وكذلك تأثيرها على عقل وذكاء الإنسان يشبه عملية سحب ماء البئر تدريجيّاً حتّى يجفّ.

ولكن الشراب الطهور الإلهي في يوم القيامة لا يحمل هذه الصفات.