غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَا فِيهَا غَوۡلٞ وَلَا هُمۡ عَنۡهَا يُنزَفُونَ} (47)

1

ثم بين أن خمر الجنة لا تغتال العقول . يقال : غاله يغوله غولاً إذا أهلكه وأفسده ، وفيه تعريض بخمر الدنيا ولهذا قدم الظرف وبنى الكلام على الاسم في قوله { ولا هم عنها ينزفون } أي يسكرون . وخص هذا الوصف بالذكر لأنه أعظم المفاسد في شرب الخمر . يقال : نزف الشارب على البناء للمفعول إذا ذهب عقله . والتركيب يدور على الفناء والنفاد ومنه نزحت الركية حتى نزفتها إذا لم تترك فيها ماء . وأنزف مثله ومعناه صار ذا نزف . وعن بعضهم أن معنى قوله { ولا هم عنها ينزفون } هو أن الشراب لا ينقطع عنهم لئلا يلزم نوع من التكرار . والأوّلون حملوه على المبالغة .

/خ82