الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَا فِيهَا غَوۡلٞ وَلَا هُمۡ عَنۡهَا يُنزَفُونَ} (47)

{ لاَ فِيهَا غَوْلٌ } أي إثم عن الكلبي ، نظيره

{ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } [ الطور : 23 ] . قتادة : وجع البطن . الحسن : صداع . مجاهد : داء . ابن كيسان : مغص . الشعبي : لا تغتال عقولهم فتُذهب بها ، وقال أهل المعاني : الغول : فساد يلحق في خفاء ، يُقال : اغتاله اغتيالاً إذا فسد عليه أمره في خفية ، ومنه الغول والغيلة وهو القتل خفية .

{ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } قرأ حمزة والكسائي وخلف : بكسر الزاي هاهنا وفي سورة الواقعة ، وافقهم عاصم في الواقعة . الباقون : بفتح الزاي فيهما . فمن فتح الزاي ، فمعناه : لا تغلبهم على عقولهم ولا يسكرون ، يقال : نزف الرجل فهو منزوف ونزيف ، إذا سكر وزال عقله ، قال الشاعر :

فلثمتُ فاها آخذاً بقرونها *** شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

أي السكران ، ومن كسر الزاي فمعناه : لا ينفد شرابهم . يُقال : أنزف الرجل فهو منزوف إذا فنيت خمره .

قال الحطيئة :

لعمري لئن أنزفتمُ أو صحوتمُ *** لبئس الندامى كنتمُ آل أبجرا