تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (22)

{ 22 } { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ { وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .

يقول تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي : لا يجتمع هذا وهذا ، فلا يكون العبد مؤمنا بالله واليوم الآخر حقيقة ، إلا كان عاملا على مقتضى الإيمان{[1022]}  ولوازمه ، من محبة من قام بالإيمان وموالاته ، وبغض من لم يقم به ومعاداته ، ولو كان أقرب الناس إليه .

وهذا هو الإيمان على الحقيقة ، الذي وجدت ثمرته والمقصود منه ، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان أي : رسمه وثبته وغرسه غرسا ، لا يتزلزل ، ولا تؤثر فيه الشبه والشكوك .

وهم الذين قواهم الله بروح منه أي : بوحيه ، ومعونته ، ومدده الإلهي وإحسانه الرباني .

وهم الذين لهم الحياة الطيبة في هذه الدار ، ولهم جنات النعيم في دار القرار ، التي فيها من كل ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وتختار ، ولهم أكبر النعيم وأفضله ، وهو أن الله يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا ، ويرضون عن ربهم بما يعطيهم من أنواع الكرامات ، ووافر المثوبات ، وجزيل الهبات ، ورفيع الدرجات بحيث لا يرون فوق ما أعطاهم مولاهم غاية ، ولا فوقه نهاية{[1023]} .

وأما من يزعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر ، وهو مع ذلك مواد لأعداء الله ، محب لمن ترك الإيمان{[1024]}  وراء ظهره ، فإن هذا إيمان زعمي لا حقيقة له ، فإن كل أمر لا بد له من برهان يصدقه ، فمجرد الدعوى ، لا تفيد شيئا ولا يصدق صاحبها .

ختام السورة:

تم تفسير قد سمع الله ، بحمد الله وعونه وتسديده .

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وسلم تسليما


[1022]:- في ب: إيمانه.
[1023]:- في ب: ولا وراءه.
[1024]:- في ب: لمن نبذ.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (22)

ثم قال تعالى :{ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } أي : لا يوادون المحادين ولو كانوا من الأقربين ، كما قال تعالى : { لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ }[ آل عمران : 28 ] الآية ، وقال تعالى :{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[ التوبة : 24 ] .

وقد قال سعيد بن عبد العزيز وغيره : أنزلت هذه الآية { لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } إلى آخرها في أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح ، حين قتل أباه يوم بدر ؛ ولهذا قال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، حين جعل الأمر شورى بعده في أولئك الستة ، رضي الله عنهم : { ولو كان أبو عبيدة حيًّا لاستخلفته } .

وقيل في قوله : { وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ } نزلت في أبي عبيده قتل أباه يوم بدر{ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ } في{[28474]} الصديق ، هَمَّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن ، { أَوْ إِخْوَانَهُمْ } في مصعب بن عمير ، قتل أخاه عبيد بن عمير يومئذ { أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } في عمر ، قتل قريبا له يومئذ أيضًا ، وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ ، والله أعلم .

قلت : ومن هذا القبيل حين استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في أسارى بدر ، فأشار الصديق بأن يفادوا ، فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين ، وهم بنو العم والعشيرة ، ولعل الله أن يهديهم . وقال عمر : لا أرى ما رأى يا رسول الله ، هل{[28475]} تمكني من فلان - قريب لعمر - فأقتله ، وتمكن عليًا من عقيل ، وتمكن فلانًا من فلان ، ليعلم الله أنه ليست{[28476]} في قلوبنا هوادة للمشركين . . . القصة بكاملها .

وقوله : { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ } أي : من اتصف بأنه لا يواد من حاد الله ورسوله ولو كان أباه أو أخاه ، فهذا ممن كتب الله في قلبه الإيمان ، أي : كتب له السعادة وقررها في قلبه وزين الإيمان في بصيرته .

وقال السدي : { كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ } جعل في قلوبهم الإيمان .

وقال ابن عباس : { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ } أي : قواهم .

وقوله :{ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } كل هذا تقدم تفسيره غير مرة .

وفي قوله :{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } سر بديع ، وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله عوضهم الله بالرضا عنهم ، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم ، والفوز العظيم ، والفضل العميم .

وقوله :{ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } أي : هؤلاء حزبُ الله ، أي : عباد الله {[28477]} وأهل كرامته .

وقوله :{ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } تنويه بفلاحهم وسعادتهم ونصرهم{[28478]} في الدنيا والآخرة ، في مقابلة ما أخبر عن أولئك بأنهم حزب الشيطان . ثم قال :{ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .

وقد قال بن أبي حاتم : حدثنا هارون بن حميد الواسطي ، حدثنا الفضل بن عَنْبَسة ، عن رجل قد سماه - يقال{[28479]} هو عبد الحميد بن سليمان ، انقطع من كتابي - عن الذَيَّال بن عباد قال : كتب أبو حازم الأعرج إلى الزهري : أعلم أن الجاه جاهان ، جاه يجريه الله على أيدي أوليائه لأوليائه ، وأنهم الخامل ذكرهم ، الخفية شخوصهم ، ولقد جاءت صفتهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم . " إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء ، الذين إذا غابوا لم يُفتَقَدوا ، وإذا حضروا لم يُدْعَوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة " {[28480]} فهؤلاء أولياء الله تعالى الذين قال الله : { أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .

وقال نُعَيم بن حَمّاد : حدثنا محمد بن ثور ، عن يونس ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ، لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي يدًا ولا نعمة ، فإني وجدت فيما أوحيته إلي : { لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } قال سفيان : يرون أنها نزلت فيمن يخالط السلطان . ورواه أبو أحمد العسكري .


[28474]:- (1) في م: "وفي".
[28475]:- (2) في م: "بل".
[28476]:* (3) في م: "ليس".
[28477]:- (1) في م: : عباده".
[28478]:- (2) في م: "ونصرتهم".
[28479]:- (3) في م: "فقال".
[28480]:- (4) الحديث أخرجه ابن ماجة في السنن برقم (3989) من طريق ابن لهيعة، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر مرفوعًا، وفيه ابن لهيعة وقد توبع، تابعه عياش بن عباس، عن عيسى بن عبد الرحمن به، رواه الحاكم في المستدرك (4/328) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (22)

القول في تأويل قوله تعالى : { لاّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ يُوَآدّونَ مَنْ حَآدّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوَاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلََئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلََئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلاَ إِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .

يعني جلّ ثناؤه بقوله : { لا تَجِدُ قَوْما يُوءْمِنُونَ باللّهِ وَاليَوْمِ الاَخِرِ يُوَادّونَ مَنْ حادّ اللّهَ وَرَسُولَهُ }لا تجد يا محمد قوما يصدّقون الله ، ويقرّون باليوم الاَخر يوادّون من حادّ الله ورسوله وشاقّهما وخالف أمر الله ونهيه { وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ } يقول : ولو كان الذين حادّوا الله ورسوله آباءهم { أوْ أبْناءَهُمْ أوْ إخْوَانَهُمْ أوْ عَشِيرَتَهُمْ }وإنما أخبر الله جلّ ثناؤه نبيه عليه الصلاة والسلام بهذه الآية { ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم } ليسوا من أهل الإيمان بالله ولا باليوم الاَخر ، فلذلك تولّوُا الذين تولّوْهم من اليهود . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { لا تَجِدُ قَوْما يُوءْمِنُونَ باللّهِ وَاليَوْمِ الاَخِرِ يُوَادّونَ مَنْ حادّ اللّهَ وَرَسُولَهُ } لا تجد يا محمد قوما يؤمنون بالله واليوم الاَخر ، يوادّون من حادّ الله ورسوله : أي من عادى اللّهَ ورسولَه .

وقوله : { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ }يقول جلّ ثناؤه : هؤلاء الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم ، أو أبناءهم ، أو إخوانهم ، أو عشيرتهم ، كتب الله في قلوبهم الإيمان . وإنما عُنِي بذلك : قضى لقلوبهم الإيمان ، ففي بمعنى اللام ، وأخبر تعالى ذكره أنه كتب في قلوبهم الإيمان لهم ، وذلك لمّا كان الإيمان بالقلوب ، وكان معلوما بالخبر عن القلوب أن المراد به أهلها ، اجتزى بذكرها مِنْ ذكر أهلها .

وقوله : { وأيّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ }يقول : وقوّاهم بِبرْهان منه ونور وهدى { وَيُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ } يقول : ويدخلهم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار { خالِدِينَ فِيها }يقول : ماكثين فيها أبدا { رِضِيَ اللّهُ عَنْهُمُ } بطاعتهم إياه في الدنيا { وَرَضُوا عَنْهُ }في الاَخرة بإدخاله إياهم الجنةَ{ أُولَئِكَ حِزْبُ اللّهِ } يقول : أولئك الذين هذه صفتهم جند الله وأولياؤه { ألا إنّ حِزْبَ اللّهِ }يقول : ألا إن جند الله وأولياءه { هُمُ المُفْلِحون } يقول : هم الباقون المُنْجَحون بإدراكهم ما طلبوا ، والتمسوا ببيعتهم في الدنيا ، وطاعتهم ربهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (22)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

وقوله: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر} يعني يصدقون بالله أنه واحد لا شريك له، ويصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، {يوادون من حاد الله ورسوله} يعني يناصحون من عادى الله ورسوله... {ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك} الذين لم يفعلوا ذلك {كتب} يقول جعل {في قلوبهم الإيمان} يعني التصديق... {وأيدهم بروح منه} يقول قولهم برحمة من الله عجلت لهم في الدنيا، {ويدخلهم} في الآخرة {جنات} يعني بساتين {تجري من تحتها الأنهار} مطردة، {خالدين فيها} يعني مقيمن في الجنة لا يموتون، {رضي الله عنهم} بأعمالهم الحسنة {ورضوا عنه} يعني عن الله بالثواب والفوز، {أولئك} الذين ذكر {حزب الله} يعني شيعة الله {ألا إن حزب الله} يعني ألا أن شيعة الله {هم المفلحون} يعني الفائزين...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني جلّ ثناؤه بقوله: {لا تَجِدُ قَوْما يُؤمِنُونَ باللّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادّونَ مَنْ حادّ اللّهَ وَرَسُولَهُ}: لا تجد يا محمد قوما يصدّقون الله، ويقرّون باليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله وشاقّهما وخالف أمر الله ونهيه {وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ} يقول: ولو كان الذين حادّوا الله ورسوله آباءهم {أوْ أبْناءَهُمْ أوْ إخْوَانَهُمْ أوْ عَشِيرَتَهُمْ} وإنما أخبر الله جلّ ثناؤه نبيه عليه الصلاة والسلام بهذه الآية {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم} ليسوا من أهل الإيمان بالله ولا باليوم الآخر، فلذلك تولّوُا الذين تولّوْهم من اليهود...

وقوله: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ} يقول جلّ ثناؤه: هؤلاء الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، كتب الله في قلوبهم الإيمان. وإنما عُنِي بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان، ف"في" بمعنى اللام، وأخبر تعالى ذكره أنه كتب في قلوبهم الإيمان لهم، وذلك لمّا كان الإيمان بالقلوب، وكان معلوما بالخبر عن القلوب أن المراد به أهلها، اجتزى بذكرها مِنْ ذكر أهلها.

وقوله: {وأيّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} يقول: وقوّاهم بِبرْهان منه ونور وهدى {وَيُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ} يقول: ويدخلهم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار {خالِدِينَ فِيها} يقول: ماكثين فيها أبدا {رِضِيَ اللّهُ عَنْهُمُ} بطاعتهم إياه في الدنيا {وَرَضُوا عَنْهُ} في الآخرة بإدخاله إياهم الجنةَ. {أُولَئِكَ حِزْبُ اللّهِ} يقول: أولئك الذين هذه صفتهم جند الله وأولياؤه. {ألا إنّ حِزْبَ اللّهِ} يقول: ألا إن جند الله وأولياءه {هُمُ المُفْلِحون} يقول: هم الباقون المُنْجَحون بإدراكهم ما طلبوا، والتمسوا ببيعتهم في الدنيا، وطاعتهم ربهم.

أحكام القرآن للجصاص 370 هـ :

المحادَّةُ أن يكون كل واحد منهما في حَدٍّ وحَيِّزٍ غير حدّ صاحبه وحيّزه، فظاهره يقتضي أن يكون المراد أهْلَ الحرب لأنهم في حدّ غير حدّنا...

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

أخبر أن إيمان المؤمنين يفسد بموادة الكافرين وأن من كان مؤمناً لا يوالي من كفر، وإن كان من عشيرته...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{لاَّ تَجِدُ قَوْماً} من باب التخييل، خيل أن من الممتنع المحال: أن تجد قوماً مؤمنين يوالون المشركين، والغرض به أنه لا ينبغي أن يكون ذلك، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال، مبالغة في النهي عنه والزجر عن ملابسته، والتوصية بالتصلب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم والاحتراس من مخالطتهم ومعاشرتهم، وزاد ذلك تأكيداً وتشديداً بقوله: {وَلَوْ كَانُواْ ءابَاءَهُمْ} وبقوله: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان} وبمقابلة قوله: {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشيطان} [المجادلة: 99] بقوله: {أولئك حزب الله} فلا تجد شيئاً أدخل في الإخلاص من موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه، بل هو الإخلاص بعينه {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان} أثبته فيها بما وفقهم فيه وشرح له صدورهم، {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ} بلطف من عنده حييت به قلوبهم. ويجوز أن يكون الضمير للإيمان، أي: بروح من الإيمان، على أنه في نفسه روح لحياة القلوب به.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

نفت هذه الآية أن يوجد من يؤمن بالله تعالى حق الإيمان ويلتزم شعبه على الكمال يواد كافراً أو منافقاً. ومعنى يواد: يكون بينهما من اللطف بحيث يود كل واحد منهما صاحبه...

{كتب في قلوبهم الإيمان} معناه: أثبته...

وقوله تعالى: {بروح منه} معناه: بهدى ولطف ونور وتوفيق إلهي ينقدح من القرآن، وكلام النبي عليه السلام. والحزب الطريق الذي يجمعه مذهب واحد. والمفلح: الفائز ببغيته.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

المعنى أنه لا يجتمع الإيمان مع وداد أعداء الله، وذلك لأن من أحب أحدا امتنع أن يحب مع ذلك عدوه...

فإن قيل: أجمعت الأمة على أنه تجوز مخالطتهم ومعاشرتهم، فما هذه المودة المحرمة المحظورة؟

قلنا: المودة المحظورة هي إرادة منافسه دينا ودنيا مع كونه كافرا، فأما ما سوى ذلك فلا حظر فيه.

ثم إنه تعالى بالغ في المنع من هذه المودة من وجوه؛

(أولها) ما ذكر أن هذه المودة مع الإيمان لا يجتمعان.

(وثانيها) قوله: {ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} والمراد أن الميل إلى هؤلاء أعظم أنواع الميل، ومع هذا فيجب أن يكون هذا الميل مغلوبا مطروحا بسبب الدين.

(وثالثها) أنه تعالى عدد نعمه على المؤمنين، فبدأ بقوله: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}. وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: المعنى أن من أنعم الله عليه بهذه النعمة العظيمة كيف يمكن أن يحصل في قلبه مودة أعداء الله.

(وثانيها) المراد شرح صدورهم للإيمان بالألطاف والتوفيق.

والنعمة الثانية: قوله: {وأيدهم بروح منه}...

{منه} عائد إلى الإيمان والمعنى أيدهم بروح من الإيمان يدل عليه...

{ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها} وهو إشارة إلى نعمة الجنة.

...

...

...

...

...

...

...

...

.

(النعمة الرابعة) قوله تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} وهي نعمة الرضوان، وهي أعظم النعم وأجل المراتب، ثم لما عدد هذه النعم ذكر الأمر الرابع من الأمور التي توجب ترك الموادة مع أعداء الله فقال: {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} وهو في مقابلة قوله فيهم: {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}.

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

يفهم من قوله تعالى: {حاد الله ورسوله}...أن المراد بهم المحاربون لله ولرسوله الصادون عن سبيله المجاهرون بالعداوة والبغضاء، وهم الذين أخبر عنهم قبل بأنهم يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول فتشمل الآية المشركين وأهل الكتاب المحاربين المحادين لنا، أي الذين على حد منا، ومجانبة لشؤوننا، تحقيقا لمخالفتنا، وترصدا للإيقاع بنا وأما أهل الذمة الذين بين أظهرنا ممن رضي بأداء الجزية لنا وسالمنا واستكان لأحكامنا وقضائنا فأولئك لا تشملهم الآية لأنهم ليسوا بمحادين لنا بالمعنى الذي ذكرناه ولذا كان لهم ما لنا وعليهم ما علينا وجاز التزويج منهم ومشاركتهم والاتجار معهم وعيادة مرضاهم...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله).. فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وما يجمع إنسان في قلب واحد ودين: ودا لله ورسوله وودا لأعداء الله ورسوله... (ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)...

. فروابط الدم والقرابة هذه تتقطع عند حد الإيمان...

(أولئك كتب في قلوبهم الإيمان).. فهو مثبت في قلوبهم بيد الله مكتوب في صدورهم بيمين الرحمن...

(وأيدهم بروح منه)...

وما يمكن أن تشرق قلوبهم بهذا النور إلا بهذا الروح الذي يمدهم بالقوة والإشراق... (ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها).. جزاء ما تجردوا في الأرض من كل رابطة وآصرة... (رضي الله عنهم ورضوا عنه)...

. وهذه صورة وضيئة راضية مطمئنة، ترسم حالة المؤمنين هؤلاء، في مقام عال رفيع. وفي جو راض وديع.. ربهم راض عنهم وهم راضون عن ربهم...

(أولئك حزب الله).. فهم جماعته. المتجمعة تحت لوائه...

. (ألا إن حزب الله هم المفلحون). ومن يفلح إذن إذا لم يفلح أنصار الله المختارون؟...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وافتتاح الكلام ب {لا تجد قوماً} يثير تشويقاً إلى معرفة حال هؤلاء القوم وما سيساق في شأنهم من حكم. والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم والمقصود منه أمره بإبلاغ المسلمين أن موادّة من يعلم أنه محادّ الله ورسوله هي مما ينافي الإِيمان ليكف عنها من عسى أن يكون متلبساً بها...

والنهي هنا إنما هو عن مودة المؤمن الكافرين لا عن مقابلة الكافر المؤمنين بالمودّة، وإنما جيء بصيغة المفاعلة هنا اعتباراً بأن شأن الودّ أن يجلب وُدًّا من المودود للوادّ. وإما أن تكون المفاعلة كناية عن كون الودّ صادقاً لأن الوادَّ الصادق يقابله المودود بمثله. ويعرف ذلك بشواهد المعاملة...

] ورتبت أصناف القرابة في هذه الآية على طريقة التدلّي من الأقوى إلى من دونه لئلا يتوهم أن النهي خاص بمن تقوى فيه ظنة النصيحة له والائتمار بأمره. وعشيرة الرجل قبيلته الذين يجتمع معهم في جد غير بعيد...

. {أولئك كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانهار خالدين فِيهَا رَضِىَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أولئك حِزْبُ الله أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون}. الإِشارة إلى القوم الموصوفين بأنهم {يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} لأن الإيمان بالله واليوم الآخر يمثل خطّاً للفكر والعاطفة والحياة، كما تمثل المحادة لله ورسوله خطّاً آخر في هذه المواقع...فإنّ كلّ واحدٍ منهما ينفي الآخر {وَلَوْ كَانُواْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} فلا قيمة لصلة القرابة، مهما كانت قريبة، أمام مسألة العقيدة، فقد تفرض عليه العقيدة في مواقف التحدي أن يقتل الإنسان أباه أو ولده أو أخاه أو أفراد عشيرته إذا وقفوا في الموقف المعادي للإسلام وللمسلمين...

لتأكيد صدق الانتماء إلى حزب الله، الانتماء الى الإسلام بالمعنى البسيط الرسمي الذي يدخل به الإنسان إلى الإسلام، ذلك أن الفارق فيما بينهما، تماماً كما هو الفارق بين الإسلام والإيمان...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخرين يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم}. نعم، لا يجتمع حبّان متضادّان في قلب واحد، والذين يدّعون إمكانية الجمع بين الاثنين، فإنّهم إمّا ضعفاء الإيمان أو منافقون، ولذلك نلاحظ في الغزوات الإسلامية أنّ جمعاً من أقرباء المسلمين كانوا في صفّ المخالفين والأعداء، ومع ذلك قاتلهم المسلمون حتّى قتلوا قسماً منهم. إنّ حبّ الآباء والأبناء والإخوان والعشيرة شيء ممدوح، ودليل على عمق العواطف الإنسانية، إلاّ أنّ هذه المحبّة حينما تكون بعيدة عن حبّ الله فإنّها ستفقد خاصيّتها...