تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَمۡ يَكُ يَنفَعُهُمۡ إِيمَٰنُهُمۡ لَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَاۖ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ فِي عِبَادِهِۦۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (85)

{ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي : في تلك الحال ، وهذه { سُنَّةَ اللَّهِ } وعادته { الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } أن المكذبين حين ينزل بهم بأس الله وعقابه إذا آمنوا ، كان إيمانهم غير صحيح ، ولا منجيًا لهم من العذاب ، وذلك لأنه إيمان ضرورة ، قد اضطروا إليه ، وإيمان مشاهدة ، وإنما الإيمان النافع الذي ينجي صاحبه ، هو الإيمان الاختياري ، الذي يكون إيمانًا بالغيب ، وذلك قبل وجود قرائن العذاب .

{ وَخَسِرَ هُنَالِكَ } أي : وقت الإهلاك ، وإذاقة البأس { الْكَافِرُونَ } دينهم ودنياهم وأخراهم ، ولا يكفي مجرد الخسارة ، في تلك الدار ، بل لا بد من خسران يشقي في العذاب الشديد ، والخلود فيه ، دائما أبدًا .

تم تفسير سورة المؤمن بحمد الله ولطفه ومعونته ، لا بحولنا وقوتنا ، فله الشكر والثناء

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَمۡ يَكُ يَنفَعُهُمۡ إِيمَٰنُهُمۡ لَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَاۖ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ فِي عِبَادِهِۦۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (85)

أي : هذا حكم الله في جميع{[25604]} مَنْ تاب عند معاينة العذاب : أنه لا يقبل ؛ ولهذا جاء في الحديث : " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " {[25605]} أي : فإذا غرغر وبلغت الروح الحنجرة ، وعاين الملك ، فلا توبة حينئذ ؛ ولهذا قال : { وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ }

آخر تفسير " سورة غافر {[25606]} ، ولله الحمد والمنة .


[25604]:- (4) في أ: "في جميع عباده".
[25605]:- (5) رواه الترمذي في السنن برقم (3537) وابن ماجه في السنن برقم (4253) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
[25606]:- (6) في س: "المؤمن".