بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (5)

قوله تعالى : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } قال الكلبي : يقول : يكتمون ما في صدورهم من العداوة { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } يعني : ليستروا ذلك منه { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } يعني : يلبسون ثيابهم ، يعني : حين يُغشي الرجل نفسه بثيابه ، يعني : { يَعْلَمْ } ما تحت ثيابه ، ويعلم { مَا يُسِرُّونَ } من العداوات ، { وَمَا يُعْلِنُونَ } بألسنتهم . قال الكلبي : نزلت في شأن أخنس بن شريق . وقال مقاتل : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } يعني : يلوون . وذلك أن كفار مكة كانوا إذا سمعوا القرآن ، نكسوا رؤوسهم على صدورهم ، كراهية استماع القرآن ، { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } يعني : من النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : أخفى ما يكون الإنسان إذا أسر في نفسه شيئاً ، وتغطى بثوبه ، فبذلك أخفى ما يكون والله تعالى يطلع على ما في نفوسهم { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } يعني : ما في قلوب العباد من الخير والشر .