بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ} (3)

{ وَأَنِ استغفروا رَبَّكُمْ } يعني : وآمركم أن تستغفروا ربكم من الذنوب { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } يعني : وتوبوا إليه من الشرك والذنوب { يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا } يعني : يُعَيِّشْكُمْ في الدنيا عيشاً حسناً في خير وعافية ، { إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى منتهى آجالكم . وقال القتبي : أصل الإمتاع الإطالة ، يقال : حبل ماتع وقد متع النهار إذا طال . { يمتعكم } ، يعني : يُعَمِّركم ، ويقال : { يمتعكم متاعاً حسناً } يعني : يجعلكم راضين بما يعطيكم . ويقال ويجعل حياتكم في الطاعة .

ثم قال : { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } يعني : يعطي في الآخرة كل ذي فضل في العمل في الدنيا فضله ، في الآخرة في الدرجات . وروى جويبر ، عن الضحاك ، قال : يؤت كل ذي عمل ثواب عمله . وقال سعيد بن جبير ، في قوله : { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } قال : من عمل حسنة كتبت عشر حسنات ، ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة واحدة ، فإن لم يعاقب بها في الدنيا ، أُخذ من العشرة واحدة ، وبقيت له تسع حسنات . ثم قال ابن مسعود رضي الله عنه هلك من غلب آحاده أعشاره .

{ وَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني : أعرضوا عن الإيمان { فَإِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ } يعني : قل لهم يا محمد : إني أخاف عليكم { عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } يعني : القحط . قال مقاتل : فحبس الله تعالى عنهم المطر سبع سنين حتى أكلوا الموتى . ويقال : { فإني أخاف عليكم عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } ، يعني : عذاب النار يوم القيامة . ويقال : { إنّي أخاف } ، يعني : أعلم ، فيوضع الخوف موضع العلم لأن فيه طرفاً من العلم .