بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (49)

{ قُلْ } يا محمد : { لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِى ضَرّا وَلاَ نَفْعًا } ، يعني : ليس في يدي دفع مضرة ولا جرّ منفعة ، { إِلاَّ مَا شَاء الله } . أن يقويني عليه . قال مقاتل : معناه قل : لا أملك لنفسي أن أدفع عنها سوءاً حين ينزل ، ولا أن أسوق إليها خيراً إلا ما شاء الله فيصيبني ، فكيف أملك نزول العذاب بكم .

وقال القتبي : الضُّر بضم الضاد الشدة والبلاء ، كقوله : { وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلاَ كاشف لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ على كُلِّ شَىْءٍ قَدُيرٌ } [ الأنعام : 17 ] وكقوله : { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضر عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } [ النحل : 54 ] والضُّر بفتح الضاد ضد النفع ، ومنه قوله تعالى : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِى ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَآءَ الله لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ يونس : 49 ] يعني : قل : لا أملك جر نفع ولا دفع ضَرَ .

ثم قال : { لِكُلّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } وقته في العذاب ، ويقال لكل أمة أجل يعني : مهلة ، ويقال : أجل الموت . { إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ } وقتهم بالعذاب ، { فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ؛ يعني : لا يتأخرون عنه ساعة ، ولا يتقدمون عنه ساعة فكذلك هذه الأمة إذا نزل بهم العذاب لا يتأخر عنهم ساعة .