ولما فيه من الإشعار بكون إتيانه بواسطة النبي صلوات الله عليه . قيل
{ قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا } أي مع أن ذلك أقرب حصولا ، فكيف أملك لكم حتى أستعجل في جلب العذاب لكم ، وتقديم الضر ، لما أن مساق النظم لإظهار العجز عنه . وأما ذكر النفع فلتوسيع الدائرة تعميما . والمعنى لا أملك شيئا ما .
{ إلا ما شاء الله } أي أن أملكه . أو لكن ما شاء الله كائن ، فالاستثناء متصل أو منقطع . وصوب أبو السعود الثاني ، بأن الأول يأباه مقام التبرؤ من أن يكون ، عليه الصلاة والسلام ، له دخل في إتيان الوعد . وبسط تقريره .
/ وأفاد بعض المحققين أن الاستثناء بالمشيئة قد استعمل في أسلوب القرآن الكريم للدلالة على الثبوت والاستمرار ، كما في هذه الآية ، وقوله{[4739]} : { خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك } قال : والنكتة في الاستثناء بيان أن هذه الأمور الثابتة الدائمة إنما كانت كذلك بمشيئة الله تعالى ، لا بطبيعتها في نفسها ، ولو شاء تعالى أن يغيرها لفعل . اه . وهو نفيس جدا فليحرص على حفظه .
وقوله تعالى : { لكل أمة أجل } أي لكل واحد من آحاد كل أمة أجل معين { إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } . قال القاشاني : درّجهم إلى شهود الأفعال بسلب الملك والتأثير عن نفسه ووجوب وقوع ذلك بمشيئة الله ، ليعرفوا آثار القيامة . ثم لوح إلى أن القيامة الصغرى هي بانقضاء آجالهم المقدرة عند الله بقوله : { لكل أمة أجل . . . } الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.