بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ} (45)

قوله تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } ، يقول : يجمعهم في الآخرة . { كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّنَ النهار } ؛ قال الكلبي : كأن لم يلبثوا في قبورهم إلاّ ساعة من النهار ؛ وقال الضحاك : كَأَنَّ لَمْ يَلْبَثُوا فِي الْقُبُورِ إلا ما بين العصر إلى غروب الشمس ، أو ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ؛ ويقال : يعني : بين النفختين لأنه يرفع عنهم العذاب فيما بين ذلك ؛ وقال مقاتل : كأن لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من النهار . { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } قال الكلبي : يعني : يتعارفون بينهم حين خرجوا من قبورهم ، ثم تنقطع عنهم المعرفة فلا يعرف أحد أحداً ، وقال الضحاك : يتعارفون بينهم حين خرجوا ، وذلك أن أهل الإيمان يبعثون يوم القيامة على ما كانوا عليه في دار الدنيا من التواصل والتراحم ، يعرف بعضهم بعضاً محسنهم لمسيئهم ، وأما أهل الشرك فلا أنساب بينهم يومئذ ، ولا يتساءلون . قال الله تعالى : { قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَاء الله } ، يعني : بالبعث بعد الموت { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } ، يقول لم يكونوا مؤمنين في الدنيا .