تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (49)

وقوله تعالى : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً ) ولا أملك جر منفعة إليها . يقول : لا أقدر على أن أوقع عن نفسي سوءا حين ينزل بي ، ولا أملك أن أسوق إليها خيرا البتة . فإذا لم أملك هذا كيف أملك إنزال العذاب عليكم ؟ إنما ذلك إلى الله هو المالك له[ في الأصل وم : عليه ] والقادر على ذلك ، لا يملك أحد ذلك سواه ، وهو كقوله : ( قل إنما أنا بشر مثلكم )[ الكهف : 110 ] .

وقوله تعالى : ( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) أي إذا جاء أجلهم لا يقدرون على تقديمه : ليس على أنهم لا يبطلون تأخيره ولا تقديمه ، فيسألون ذلك ، ولكن لا يؤخر إذا جاء ، ولا يقدم قبل أجله .

وفيه دلالة ألا يهلك أحد قبل أجله ؛ وهو رد على المعتزلة حين[ في الأصل وم : حيث ] قالوا : من قتل آخر فإنما قتله قبل أجله والله يقول : ( فلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) وهم يقولون يستقدمون ، والله الموفق .