السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (49)

وإن كان كل أمة قالوا لرسولها مثل ذلك وهو الموافق لقوله تعالى : { ولكل أمّة رسول } قال الله تعالى :

{ قل } أي : قل لهم يا محمد { لا أملك لنفسي ضرًّا } من مرض أو فقر أدفعه { ولا نفعاً } من صحة أو غنىً أجلبه { إلا ما شاء الله } أن يقدرني عليه ، فكيف أملك لكم حلول العذاب أو قيام الساعة ولا يقدر على ذلك أحد إلا الله تعالى { لكل أمة أجل } أي : مدّة مضروبة { إذا جاء أجلهم } أي : انقضت مدّة أعمارهم { فلا يستأخرون } أي : لا يتأخرون { عنه ساعة } ثم عطف على الجملة الشرطية بكمالها { ولا يستقدمون } أي : ولا يتقدّمون ، أي : ولا يستعجلون ؛ فإنّ الوفاء بالوعد لابدّ منه ، والسين فيهما بمعنى الوجدان ، أي : لا يوجد لهم المعنى الذي منع منه الفعل ، ويجوز أن يكون المعنى لا يجدون التأخر ولا التقدّم وإن اجتهدوا في الطلب ، فيكون في السين معنى الطلب . وتدلّ الآية على أنَ أحداً لا يموت إلا بانقضاء أجله ، وكذا المقتول لا يقتل إلا على هذا الوجه . وقرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى ، وسهل ورش وقنبل الثانية وأبدلها أيضاً حرف مد ، والباقون بالتحقيق .