بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (54)

ثم أخبر عن حالهم حين نزل بهم العذاب فقال تعالى : { وَلَوْ أَنَّ لِكُلّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ } يعني : كفرت ، وأشركت بالله تعالى ، لو كان لها { مَا فِى الأرض لاَفْتَدَتْ بِهِ } يعني : النَّفس لافتدت من سوء العذاب ، ولا يُقبَل منها . { وَأَسَرُّواْ الندامة } يعني : أخفوا النَّدامة يعني : القادةُ من السَّفلة ، { لَمَّا رَأَوُاْ العذاب } حين نزل بهم العذاب .

{ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بالقسط } بين القادة والسفلة بالعدل ، ويقال : قضي بينهم ، يعني : بين الخلق بالعدل ، فيعطي ثوابهم على قدر أعمالهم . ويقال : يقضي بين الكفَّار بالعدل ، وبين المؤمنين بالفضل . ثم قال : { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } يعني : لا يُنْقَصُونَ من ثواب أعمالهم شيئاً .