بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (26)

{ قَالَ } يوسف : بل { هِىَ رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى } يعني : دعتني إلى نفسها { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَا } قال مجاهد : قميصه شاهد أنه قَدْ قُدَّ من دبر فظهر أن الذنب لها بتلك العلامة . وروي عن ابن عباس أنه قال : كان صبي في المهد لم يتكلم بعد فتكلم ، وقال { إِن كَانَ قد قَمِيصَهُ من قبل فكذبت وهو من الصادقين } الآية . وقال قتادة : كان رجلاً حكيماً من أهلها . ويقال : كان رجلاً من خواصِّ الملك . وروي عن عكرمة أنه قيل له إنه صبي قال : لا ، ولكنه رجل حكيم . وقال الحسن : كان رجلاً له رأي ، فقال برأيه . وروى أبو صالح عن ابن عباس أنه قال : كان زوجها على الباب مع ابن عم لها يقال له ممليخا ، وكان رجلاً حكيماً ، فقال : قد سمعنا الاشتداد والجلبة من وراء الباب ، ولا ندري أيكما قدام صاحبه ؟ إن كان قد شقّ القميص من قدامه فأنت صادقة فيما قلت ، وإن كان مشقوقاً من خلفه فهو صادق ، فنظروا إلى قميصه ، فإذا هو مشقوق من خلفه ، فذلك قوله تعالى : { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ } يعني : زليخا { وَهُوَ } يعني : يوسف { مِنَ الكاذبين } .