تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (26)

وقوله تعالى : ( قال هي راودتني عن نفسي ) أي دعتني ، والمراودة قد ذكرنا أنها هي الدعوة كقوله : ( سنراود عنه أباه ) [ الآية : 61 ] أي [ سندعوه ، ونطلب منه ][ في الأصل وم : سندعو منه ونطلب ] .

فإن قيل : كيف هتك سترها بقوله : ( هي راودتني عن نفسي ) ؟ قيل : ليس فيه هتك الستر عليها ، بل فيه نفي العيب والطعن عن نفسه . فالواجب على المرء أن ينفي العيب ، وما يشينه عن نفسه على ما فعل يوسف .

وقوله تعالى : ( وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل ) كذا ، وإن كان كذا فهو كذا . قال بعض أهل التأويل ذلك الشاهد هو ابن عم لها ، رجل حليم يقال : كذا . وقال بعضهم شق القميص من دبر هو الشاهد وأمثاله . ولكن هذا لا يعلم من كان ذلك الشاهد . وقيل : صبي في المهد . وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة .