{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ } يعني : فلما برزوا به إلى البَريَّة { وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَةِ الجب } يقول : واتفقوا أن يلقوه في أسفل الجب ، ثم أظهروا له العداوة فجعل أحدهم يضربه فيستغيث ، فيضربه الآخر ، فجعل لا يرى منهم رحيماً ، فضربوه حتى كادوا يقتلونه . فقال يهوذا : أليس قد أعطيتموني موثقاً أن لا تقتلوه ؟ قوله : { فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب } فانطلقوا به إلى الجب ، وهي بئر على رأس فرسخين من كنعان ، ويقال : أربع فراسخ ، فجعلوا يدلونه في البئر ، فيتعلق بشفة البئر ، فربطوا يديه ونزعوا قميصه . فقال : يا إخوتاه ، ردوا عليّ قميصي أتوارى به في الجب ، فقالوا : ادع الأحد عشر كوكباً ، والشمس ، والقمر يؤنسوك فدلوه في البئر ، حتى إذا بلغ نصفها ألقوه ، وأرادوا أن يموت ، وكان في البئر ماء فسقط فيه ، ثم أوى إلى صخرة في البئر ، وقام عليها وجعل يبكي . فجاءه جبريل يؤنسه ويطعمه .
قال الله تعالى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبّئَنَّهُمْ } يعني : لتخبرهم { بِأَمْرِهِمْ هذا } يعني : بصنيعهم هذا بمصر { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يعني : لا يعرفونك بمصر . ويقال : معناه { وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا ، وهم لا يشعرون } ، أن الله تعالى أوحى إليه ، وهم لا يعرفون . ويقال : لما أرادوا أن يلقوه في البئر ، تعلق بإخوته ، فقال له جبريل : لا تتعلق بهم فإنك تنجو من البئر . فألقوه حتى وقع في قعرها ، فارتفع حجر حتى قام عليه ، ثم إنهم أخذوا جدياً من الغنم فذبحوه ، ثم لطخوا القميص بدمه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.