بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَقَالَ نِسۡوَةٞ فِي ٱلۡمَدِينَةِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ تُرَٰوِدُ فَتَىٰهَا عَن نَّفۡسِهِۦۖ قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ إِنَّا لَنَرَىٰهَا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (30)

قوله تعالى : { وَقَالَ نِسْوَةٌ فِى المدينة } قال الكلبي : ( هنَّ ) أربع نسوة امرأة ساقيه يعني : ساقي الملك ، وامرأة الخباز ، وامرأة صاحب السجن ، وامرأة صاحب الدوابّ . ويقال هن خمس ، خامستهن امرأة صاحب الملك . ويقال : أربعون امرأة . ويقال : جماعة كثيرة من النساء اجتمعت في موضع ، وقلن فيما بينهنّ { امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه } يعني : تطلب عبدها وتدعوه إلى نفسها . { قَدْ شَغَفَهَا حُبّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِى ضلال مُّبِينٍ } قال : الحسن أي شق شغاف قلبها حبه . وقال عامر الشعبي : الشغوف المحب ، والمشغوف المحبوب . وقال القتبي : { قَدْ شَغَفَهَا حُبّا } بلغ الحب شغافها ، وهو غلاف القلب ، قال : ومن قرأ شغفها أي فتنها من قولك فلان شغوف بفلانة . ويقال : شغف الشيء إذا علاه { قَدْ شَغَفَهَا } أي علاها . ويقال : أهلكها ، فلا تعقل غيره { إِنَّا لَنَرَاهَا فِى ضلال مُّبِينٍ } يعني : في خطأ بيّن . ويقال : في عشق بيّن . أي : لا تعقل غيره .