بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ يَٰبَنِيَّ لَا تَدۡخُلُواْ مِنۢ بَابٖ وَٰحِدٖ وَٱدۡخُلُواْ مِنۡ أَبۡوَٰبٖ مُّتَفَرِّقَةٖۖ وَمَآ أُغۡنِي عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍۖ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَعَلَيۡهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ} (67)

ثم : { قَالَ يَا بَنِى لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ } قال يعقوب لبنيه ، حين أرادوا الخروج : يا بني لا تدخلوا من باب واحد . يعني : إذا دخلتم مصر ، فلا تدخلوا من سكة واحدة ، ومن طريق واحد ؛ ويقال : من درب واحد { وادخلوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرّقَةٍ } يعني : من سكك متفرقة ، ومن طرق شتى . لكي لا يظن بكم أحد ، أنكم جواسيس . ويقال : خاف يعقوب عليهم العين لجمالهم ، وقوتهم ، وهم كلهم بنو رجل واحد . فإن قيل : أليس هذا بمنزلة الطيرة ، وقد نهي عن الطيرة قيل له : لا . ولكن أمر العين حق . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي من العين ، ويتعوذ منها للحسن والحسين .

ثم قال : { وَمَا أُغْنِى عَنكُمْ مّنَ الله } يعني : من قضاء الله { مِن شَىْء إِنِ الحكم } يعني : ما القضاء { إلاَ لِلَّهِ } إن شاء أصابكم العين ، وإن شاء لم يصبكم . { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } يعني : فوضت أمري ، وأمركم إليه { وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون } يعني : فليثق الواثقون .