بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَهُمۡ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغۡنِي عَنۡهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍ إِلَّا حَاجَةٗ فِي نَفۡسِ يَعۡقُوبَ قَضَىٰهَاۚ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمٖ لِّمَا عَلَّمۡنَٰهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (68)

قوله تعالى : { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } من السكك المتفرقة { مَّا كَانَ يُغْنِى عَنْهُمْ مّنَ الله مِن شَىْء } يعني : حذرهم لا يغني من قضاء الله من شيء .

يعني : إن العين لو قدرت أن تصيبهم ، لأصابتهم وهم متفرقون ، كما تصيبهم وهم مجتمعون { إِلاَّ حَاجَةً فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ } يعني : حزازة في قلبه ، وهي الحزن { قَضَاهَا } يعني : أبداها ، وتكلم بها . ويقال : معناه لكن لحاجة في نفس يعقوب قضاها { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ } يعني : علم يعقوب أنه لا يصيبهم إلا ما أراد الله تعالى ، وقدر عليهم . وعلم أن دخولهم في سكك متفرقة ، لا ينفعهم من قضاء الله تعالى من شيء . ويقال : معناه أنه عالم بما علمناه . ويقال : { لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ } أي : لتعليمنا إياه . ويقال : لذو حظ لما علمناه .

ثم قال : { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } أنه لا يصيبهم إلا ما قدر الله تعالى عليهم .