[ 67 ] { وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون 67 } .
{ وقال } أي أبوهم : { يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة } أي لئلا يستلفت دخولهم من باب واحد ، أنظار من يقف عليه من الجند ، ومن يعسّ للحاكم ، فيريب بهم ، لأن دخول قوم على شكل واحد ، وزي متحد ، على بلدهم غرباء عنه ، مما يلفت نظر كل راصد . كانت المدن وقتئذ مبوبّة لا ينفذ إليها إلا من أبوابها ، / وعلى كل باب حرسه ، وليس دخول الفرد كدخول الجمع في التنبه ، واتباع البصر . وقيل : نهاهم لئلا تصيبهم العين إذا دخلوا كوكبة واحدة وسيأتي بيانه .
{ وما أغني عنكم من الله من شيء } أي لا أدفع عنكم بتدبيري شيئا مما قضي عليكم ، فإن الحذر لا يمنع القدر .
قال أبو السعود : ولم يرد به عليه السلام إلغاء الحذر بالمرة ، كيف لا وقد قال عز قائلا{[4929]} : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } وقال{[4930]} : { خذوا حذركم } . بل أراد بيان أن ما وصاهم به ليس مما يستوجب المراد لا محالة ، بل هو تدبير في الجملة . وإنما التأثير وترتيب المنفعة عليه من العزيز القدير ، وإن ذلك ليس بمدافعة للقدر ، بل هو استعانة بالله تعالى ، وهرب منه إليه . { إن الحكم إلا لله } أي لا يشاركه أحد ، ولا يمانعه شيء { عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.