قوله : { إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً قانتا لِلَّهِ } ، أي : إماماً يقتدى به . { قانتا } ، أي : مطيعاً لربه . وروى عامر عن مسروق أنه قال : ذكر عند عبد الله بن مسعود معاذ بن جبل فقال عبد الله بن مسعود : كان معاذ بن جبل أمةً قانتاً . فقال رجل : وما الأُمة ؟ قال الذي يعلِّم الناس الخير ، والقانت الذي يطيع الله ورسوله . وقال القتبي : إنَّما سماه أمةً ؛ لأنه كان سبب الاجتماع . قال : وقد يجوز أنه سماه أمةً ؛ لأنه اجتمع عنده خصال الخير . ويقال : إنّما سماه أمةً ؛ لأنه آمن وحده حين لم يكن مؤمن غيره . وهذا كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « يَجيءُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَوْمَ القِيَامَةِ أمة وَحْدَهُ » . وقد كان أسلم قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم حين لَم يكن بمكة مؤمن غيره ، وتابعه ورقة بن نوفل ، وعاش ورقة بن نوفل إلى وقت خروج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنزل عليه الوحي .
ثم قال : { حَنِيفًا مُّسْلِمًا } ، أي : مستقيماً مائلاً عن الأديان كلها . { وَلَمْ يَكُ مِنَ المشركين } أي : مع المشركين على دينهم . وأصله ولم يكن ، فحذفت النون لكثرة استعمال هذا الحرف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.