بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞يَوۡمَ تَأۡتِي كُلُّ نَفۡسٖ تُجَٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (111)

قوله : { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ } ، صار نصباً لنزع الخافض ، ومعناه : إن ربك من بعدها لغفور رحيم . في { يَوْمَ تَأْتِي } ، أي : تحضر . ويقال : معناه واذكروا { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تجادل عَن نَّفْسِهَا } ، يعني : كل إنسان يخاصم عن نفسه ، ويذبُّ عنها ، ويقول : نفسي نفسي ، وذلك حين زفرت جهنم زفرة ، فلا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا جثا على ركبتيه . ويقول : ربِّ نفسي نفسي ، أي : أريد نجاة نفسي . { وتوفى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } ، أي : كل نفس برة أو فاجرة جزاء ما عملت في دار الدنيا من خير أو شر . { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ، أي : لا ينقصون من حسناتهم ، ولا يزادون على سيئاتهم .