ولما بالغ في إبطال مذاهب المشركين وفي الجواب عن شبههم ومطاعنهم ، وكان إبراهيم صلى الله عليه وسلم رئيس الموحدين ، وقدوة أكابر النبيين ذكره الله تعالى في آخر هذه السورة قائلاً : { إن إبراهيم كان أمة } ، أي : هو وحده أمة من الأمم ؛ لكماله في جميع صفات الخير :
ليس على الله بمستنكر*** أن يجمع العالم في واحد
وعن مجاهد : كان مؤمناً وحده والناس كلهم كفار فلهذا قيل : إنه أمة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زيد بن عمرو بن نفيل : يبعثه الله أمة وحده . وعن شهر بن حوشب : لم يكن زمن إلا وفيه أربعة عشر يدفع بهم الله عن أهل الأرض إلا زمن إبراهيم فإنه وحده . وقيل : أمة بمعنى مأموم ، أي : يؤمه الناس ليأخذوا منه أفعال الخير ، أو بمعنى مؤتم به كقوله : { إني جاعلك للناس إماماً } [ البقرة : 124 ] ، وقيل : إنه من باب إطلاق المسبب على السبب ؛ لأنه حصل لأمته الامتياز عمن سواهم ، { قانتاً لله } ، قائماً بما يأمره الله . وعن ابن عباس : مطيعاً لله ، { حنيفاً } ، مائلاً إلى ملة الإسلام ميلاً لا يزول عنه . وقال ابن عباس : المراد أنه أول من اختتن وأقام مناسك الحج وضحى . { ولم يك من المشركين } قط لا في الصغر ولا في الكبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.