بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (36)

قوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ } أي : في كل جماعة { رَسُولاً } كما بعثناك إلى أهل مكة { أَنِ اعبدوا الله } أي : وحدوا الله ، وأطيعوه { واجتنبوا الطاغوت } أي : اتركوا عبادة الطاغوت ، وهو الشيطان ، والكاهن ، والصنم ، { فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى الله } لدينه ، وهم الذين أجابوا الرسل للإيمان { وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ } يعني : وجبت { عَلَيْهِ الضلالة } فلم يجب الرسل إلى الإيمان { فَسِيرُواْ فِى الأرض } يقول سافروا في الأرض { فانظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين } يقول : اعتبروا كيف كان آخر أمر المكذبين . فلما نزلت هذه الآية ، قرأها صلى الله عليه وسلم عليهم فلم يؤمنوا ، فنزل قوله : { إِن تَحْرِصْ على هُدَاهُم فَإِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ ْ }