بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَن يُضِلُّۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (37)

{ إِن تَحْرِصْ على هُدَاهُمْ } يعني : على إيمانهم { فَإِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ } يقول : من يضلل الله ، وعلم أنه أهل لذلك ، وقدر عليه ذلك . قال مقاتل : { مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِى طغيانهم يَعْمَهُونَ } [ الأعراف : 186 ] قرأ أهل الكوفة ، حمزة ، وعاصم ، والكسائي ، { لاَّ يَهدى } بنصب الياء ، وكسر الدال ، أي لا يهدي من يضلله الله . وقرأ الباقون : { لاَّ يُهْدى } بضم الياء ، ونصب الدال ، على معنى فعل ما لم يسم فاعله ، ولم يختلفوا في { يُضِلَّ } أنه بضم الياء ، وكسر الضاد . وقال إبراهيم بن الحكم : سألت أبي عن قوله تعالى : { فَإِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ } فقال : قال عكرمة . قال ابن عباس : من يضلله الله لا يهدى { وَمَا لَهُم مّن ناصرين } أي : من مانعين من نزول العذاب .