ثم بين تعالى أنّ البعثة أمر جرت به السنة الإلهية في الأمم كلها سبباً لهدى من أراد اهتداءه ، وزيادة لضلال من أراد ضلاله ، كالغذاء الصالح فإنه ينفع المزاج السوي ويقويه ويضرّ المزاج المنحرف ويفنيه بقوله تعالى : { ولقد } أي : والله لقد { بعثنا } أي : بما لنا من العظمة التي من اعترض عليها قصم . { في كل أمّة } من الأمم الذين من قبلكم { رسولاً } أي : كما بعثنا فيكم محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً . { أن اعبدوا الله } أي : الملك الأعلى وحده . وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة بكسر النون في الوصل والباقون بالضم . { واجتنبوا الطاغوت } أي : الأوثان أن تعبدوها { فمنهم من هدى الله } أي : وفقهم للإيمان بإرشاده { ومنهم من حقت } أي : وجبت { عليه الضلالة } أي : في علم الله تعالى فلم ينفعهم ولم يرد هداهم .
تنبيه : في هذه الآية أبين دليل على أنّ الهادي والمضل هو الله تعالى لأنه المتصرف في عباده يهدي من يشاء ويضل من يشاء لا اعتراض عليه فيما حكم به لسابق علمه .
ثم التفت سبحانه وتعالى إلى مخاطبتهم إشارة إلى أنه لم يبق بعد هذا الدليل القطعي في نظر البصيرة إلا الدليل المحسوس للبصر فقال تعالى : { فسيروا } أي : فإن كنتم أيها المخاطبون في شك من أخبار الرسل فسيروا { في الأرض } أي : جنسها { فانظروا } أي : إذا سرتم ومررتم بديار المكذبين وآثارهم ، ثم أشار تعالى بالاستفهام إلى أن أحوالهم مما يجب أن يسأل عنه للاتعاظ به فقال : { كيف كان عاقبة } أي : آخر أمر { المكذبين } أي : من عاد ومن بعدهم من الذين تلقيتم أخبارهم عمن قلدتموهم في الكفر من أسلافكم لعلكم تعتبرون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.