قوله : { تُسَبّحُ لَهُ السموات **السبع والأرض وَمَن فِيهِنَّ } من الخلق ؛ { وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ } ، أي ما من شيء إلا يسبح بأمره وبعلمه ؛ { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } وقال الكلبي : كل شيء ينبت يسبح من الشجر وغير ذلك ، فإِذا قطع منه صار ما قطع منه ميتاً لا يسبح ؛ وقال قتادة : كل شيء فيه الروح يسبح من شجر أو غيره ؛ وقال السدي : ليس شيء في أصله الأول إلا وهو يسبح .
وروي عن الحسن أنه قيل له : أيسبح هذا الخوان ؟ قال : كان يسبح في شجره ، فأَمَّا الآن فلا . ويقال : إذا قطع الشجر ، فإِنه يسبح ما دام رطباً ، بدليل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مرَّ بقبرين ، فقال : « إنَّهُمَا لَيُعَذَّبانِ في القَبْرِ ، ومَمَا يُعَذَّبَانِ بِكَبِيرَةٍ . فَأَمَّا أَحَدَهُمَا كَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، وَأمَّا الآخَرُ فَكَانَ لا يَسْتَنْزِهُ عن البَوْلِ » .
ثم أخذ جريدتين من شجر ، وغرس إحداهما في قبر والأُخرى في قبر الآخر ، فقال : « لَعَلَّهُمَا لا يُعَذَّبَانِ ما دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ » . قال الحكماء : الحكمة في ذلك أنهما ما دامتا رطبتين تسبحان الله تعالى ، ويقال : معناه ما من شيء إلا يسبح بحمده ، ويقال : معناه وإن من شيء يسبح بحمده ، إلا يدل على وحدانية الله تعالى ، ويسبحه وأن الله خالقه .
{ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } ، يعني : أثر صنعه فيهم ، ولكن هذا بعيد . وهو خلاف أقاويل المفسرين ، ثم قال : { إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا } ، حيث لم يجعل العقوبة لمن اتخذ معه آلهة . { غَفُوراً } لمن تاب منهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.