بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ حِجَابٗا مَّسۡتُورٗا} (45)

{ وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان } ، يعني : أخذت في قراءة القرآن . { جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة حِجَابًا مَّسْتُورًا } ؛ قال بعضهم : الحجاب المستور ، هو أن يمنعهم عن الوصول إليه ؛ كما روي أن امرأة أبي لهب جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده أبو بكر فدخلت فقالت لأبي بكر : هجاني صاحبك . قال أبو بكر : والله هو ما ينطق بالشعر ولا يقوله . فرجعت ، فقال أبو بكر : أما رأتك يا رسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لَمْ يَزَلْ بَيْنِي وَبَيْنَها مَلَكٌ يَسْتُرُنِي عَنْهَا حَتَّى رَجَعَتْ » . وقال قتادة : الحجاب المستور هو الأكنة ؛ وقال مقاتل : الحجاب هو قوله : { وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ }