اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَسَلَكَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّن نَّبَاتٖ شَتَّىٰ} (53)

52

قوله : { الذي جَعَلَ لَكُمُ } في هذا الموصول وجهان :

أحدهما : أنه خبر مبتدأ مضمر{[24842]} ، أو منصوب بإضمار أمدح{[24843]} ، وهو{[24844]} على هذين التقديرين من كلام الله تعالى لا من كلام موسى ، وإنما احتجنا إلى ذلك ، لأن قوله : { فَأَخْرَجْنَا بِهِ }{[24845]} وقوله : { كُلُواْ وارعوا أَنْعَامَكُمْ } وقوله : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ } إلى قوله : { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ } لا يتأتى{[24846]} أن يكون من كلام موسى ، فلذلك{[24847]} جعلناه من كلام الباري تعالى{[24848]} ، ويكون فيه التفات من ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم المعظم نفسه . فإن قلت{[24849]} : أجعله من كلام موسى يعني{[24850]} : أنه وصف ربَّه تعالى بذلك ، ثم التفت إلى الإخبار عن الله -تعالى- بلفظ التكلم ؟

قيل{[24851]} : إنما جعلناه التفاتاً في الوجه الأول ، لأن المتكلم واحد بخلاف هذا فإنه لا يتأتى فيه{[24852]} الالتفات المذكور وأخواته من كلام الله{[24853]} .

والثاني : أن " الَّذِي " صفة ل " رَبِّي " {[24854]} ، فيكون في محل رفع أو نصب على حسب ما تقدم من إعراب " رَبِّي " {[24855]} . وفيه ما تقدم من الإشكال في نظم الكلام من قوله : { فَأخْرَجْنَا } وأخواته من عدم جواز الالتفات{[24856]} ، وإن كان قد قال بذلك الزمخشري{[24857]} والحوفي{[24858]} . وقال ابن عطية : إن كلام موسى تم عند قوله : { وَأَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً }{[24859]} وأن قوله : " فَأخْرَجْنَا " إلى آخره من كلام الله تعالى{[24860]} . وفيه بعد{[24861]} وقرأ الكوفيون{[24862]} " مَهْداً " بفتح الميم وسكون الهاء من غير ألف . والباقون{[24863]} : " مَهَاداً " بكسر الميم وفتح الحاء وألف بعدها{[24864]} . وفيه وجهان :

أحدهما : قال المفضل{[24865]} : إنَّهما مصدران بمعنى واحد يقال : مَهَّدْتُهُ مَهْدًا ومِهَاداً{[24866]} .

والثاني : أنهما مختلفان ، فالمِهَادُ هو الاسم ، والمَهْد هو الفعل كالفرش والفراش ، فالفَرْش المصدر{[24867]} ، والفراش اسم لما يُفْرَش . أو أن مِهَاداً{[24868]} جمع مَهْد نحو فَرْخ وفرَاخ{[24869]} وكَعْب وكِعَاب{[24870]} . ووصف الأرض بالمَهْد إما مبالغة ، وإما على حذف مضاف أي ذات مَهْدِ{[24871]} .

قال أبو عبيد : الذي اختاره مِهَاداً وهو اسم والمَهْد الفعل{[24872]} .

وقال غيره : المَهْد الاسم والمِهَادُ الجمع كالفَرْش والفِرَاشِ{[24873]} .

أجاب أبو عبيد{[24874]} : بأن الفَرْشَ والفِرَاشَ{[24875]} فعل{[24876]} .

قوله : " شَتَّى " فَعْلَى{[24877]} ، وألفه للتأنيث ، وهو جمع الشَّتيت{[24878]} نحو مَرْضَى في جميع مَرِيض ، وجَرْحَى في جمع جَرِيح ، وقتلى في جمع قتيل{[24879]} .

يقال : شَتَّ الأمرُ يَشِتُّ شَتًّا{[24880]} وَشَتَاتاً فهو شَتٌّ{[24881]} أي{[24882]} تفرق ، وشَتَّان اسم فعل ماض بمعنى : افْتَرَقَ ، ولذلك لا يكتفي بواحد{[24883]} . وفي " شَتَّى " أوجه{[24884]} :

أحدها{[24885]} : أنَّها منصوبةٌ نعتاً لأزواج ، أي أزواجاً متفرقة ، بمعنى مختلفة الألوان ( والطعوم{[24886]} ){[24887]} .

والثاني : أنَّها منصوبةٌ على الحال من أزواج ، وجاز{[24888]} مجيء الحال من النكرة لتخصصها بالصفة{[24889]} ، وهي " مِنْ نَبَاتٍ " {[24890]} .

الثالث : أن تنتصب على الحال أيضاً من فاعل الجار ، لأنه لما وقع وصفاً وقع ضميراً{[24891]} فاعلاً .

الرابع : أنه في محل جر نعتاً لنبات ، قال الزمخشري : يجوز{[24892]} أن يكون صفة لنبات ، ونبات مصدر سمي به النبات كما سمي بالنبت ، واستوى فيه الواحد والجمع ، يعني : أنها شَتَّى مختلفة النفع والطعم{[24893]} واللون والرائحة والشكل ، بعضها يصلح للناس وبعضها للبهائم{[24894]} ووافقه أبو البقاء أيضاً{[24895]} ، والظاهر الأول .

قوله : " كُلُوا " منصوب بقول محذوف ، وذلك القول منصوب على الحال من فاعل " أخْرَجْنَا " تقديره : فأخرَجْنَا كَذَا قائلينَ كُلُوا{[24896]} .

وترك مفعول الأكل على حد تركه في قوله تعالى : { وَكُلُوا واشْرَبُوا }{[24897]} " وارْعُوا " ( رعى ) يكون لازماً ومتعدياً ، يقال : رَعَى دابَّته رعياً فهو راع ، ورعى الدابة تَرْعَى رعياً فهي راعية{[24898]} ، وَجَاء في الآية متعدياً{[24899]} ، و " النُّهَى " {[24900]} فيه قولان : أحدهما أنه جمع نُهْيَة كغُرَف جمع غرفة{[24901]} .

والثاني : أنَّها اسمٌ مفرد ، وهو مصدر كالهُدَى والسُّرى ، قاله أبو عليّ{[24902]} وقد تقدم أول الكتاب أنهم قالوا لم يأت مصدر على " فُعَلٍ " من المعتل اللام إلا سُرَى وهُدَى وبُكَى ، وأن بعضهم زاد لُقَى ، وأنشد عليه بيتاً{[24903]} . وهذا لفظ فيكون خامساً . والنُّهَى : العقل سُمِّي لعقل به ، لأنه صاحبه عن ارتكاب القبائح{[24904]} .

فصل

لما ذكر موسى -عليه السلام{[24905]}- الدلالة الأولى ، وهي ( دِلاَلَةٌ عامَّة ){[24906]} تتناول جميع المخلوقات من الحيوان والنبات والجماد ذكر بعده دلائل خاصة فقال : " الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأرضَ مِهَاداً " أي جعلها بحيث يتصرف العباد ، وغيرهم عليها من النوم{[24907]} ، والقُعُود ، والقِيَام ، والزراعة ، وجميع المنافع المذكورة في تفسير قوله تعالى{[24908]} : { الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض فِرَاشاً }{[24909]} .

{ وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } السَّلْكُ : إدخال الشيء في الشيء ، أي : أدْخَلَ فِي الأرْضِ لأجلكم طُرُقاً تسلكونها{[24910]} .

قال ابن عباس : سَهَّل لكم فيها طرقاً{[24911]} . { وَأَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً } تقدم الكلام فيه في البقرة{[24912]} " فَأخْرَجْنَا بِهِ أزْوَاجَاً " تقدَّم أنّ هذا من كلام موسى تقديره : يقول ربِّي الذي جعل كذا وكذا " فأخْرَجْنَا " نحن معاشر عباده بذلك الماء بالحراسة " أزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ " .

وتقدم{[24913]} أنَّ الصحيح أنه من كلام الله تعالى{[24914]} ، لأنَّ ما بعده لا يليق بموسى -عليه السلام{[24915]}- ، ولأن أكثر ما في قدرته صرف المياه إلا سَقْي الأراضي{[24916]} والحراسة ، فأما إخراج لنبات على أصناف طبائعه وألوانه وأشكاله فليس من موسى عليه السلام{[24917]} ، فثبت أنه كلام الله تعالى{[24918]} .

وقوله : { أزْوَاجاً } أي أصنافاً سميت بذلك ، لأنها مزدوجة{[24919]} مقترنة بعضها ببعض . " شَتَّى " مختلفة الألوان والطعوم والمنافع بعضها يصلح للناس وبعضها للبهائم .


[24842]:في ب: مضمرا. وهو تحريف.
[24843]:انظر الكشاف 2/436، والقرطبي 11/209.
[24844]:في ب: فهو.
[24845]:في ب: فأخرجنا به جنات وهو تحريف.
[24846]:في ب: لا ينافي. وهو تحريف.
[24847]:في ب: فكذلك. وهو تحريف.
[24848]:تعالى: سقط من ب.
[24849]:في ب: فإن قيل.
[24850]:في ب: بمعنى. وهو تحريف.
[24851]:في ب: فالجواب.
[24852]:في ب: لا ينافي. وهو تحريف.
[24853]:ذهب أبو حيان إلى أن هذا من كلام الله تعالى، لأنه لو كان من كلام موسى لا يكون فيه إلا الالتفات المذكور لأن الالتفات لا يكون من قائلين، قال أبو حيان: (وإنما ذهبنا إلى أن هذا من كلام الله تعالى لقوله تعالى: {فأخرجنا} وقوله: {كلوا وارعوا أنعامكم} وقوله: {ولقد أريناه} فيكون قوله: {فـأخرجنا} و{أريناه} التفاتا من الضمير الغائب في "جعل" و"سلك" إلى ضمير المتكلم المعظم نفسه ولا يكون الالتفات من قائلين) البحر المحيط 6/250 – 251.
[24854]:في قوله تعالى: {لا يضل ربي ولا ينسى} من الآية السابقة.
[24855]:وقد تقدم إن "ربي" فاعل "يضلّ" على تقدير: في كتاب لا يضلّ ربي أو لا يضلّ حفظه ربي. فيكون "الذي" في محل رفع. أو أن "ربي" منصوب على التعظيم وذلك إذا كان التقدير: لا يضلّ الكتابَ ربي. فيكون الذي في محل نصب.
[24856]:لأن هذا الوجه من الإعراب يجعل قوله {الذي جعل لكم} من كلام موسى وقد تقدم أن قوله: {فأخرجنا به} وقوله: {كلوا وارعوا أنعامكم} و"منها خلقناكم" و"لقد أريناه" لا يتأتى أن يكون من كلام موسى، وأن الالتفات لا يكون من قائلين.
[24857]:أي أن الزمخشري ذكر أن "جعل" صفة لـ "ربي" انظر الكشاف 2/436.
[24858]:البحر المحيط 6/251.
[24859]:ماء: سقط من ب.
[24860]:تفسير ابن عطية 10/40.
[24861]:لما ذكر في جواب الاعتراض السابق حيث قال: (إنما جعلناه التفاتا في الوجه الأول لأن المتكلم واحد بخلاف هذا فإنه لا يتأتى فيه الالتفات المذكور وأخواته من كلام الله).
[24862]:وهم عاصم وحمزة والكسائي.
[24863]:وهم ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر.
[24864]:السبعة (418) الحجة لابن خالويه (241)، الكشف 2/97، النشر 2/320، الإتحاف (303).
[24865]:المفضل بن محمد بن يعلي الضبي النحوي، الأديب أبو العباس، وقيل أبو عبد الرحمن، كان عالما بالنحو والشعر والغريب وأيام الناس، وكان يكتب المصاحف ويقفها في المساجد تكفيرا لما كتبه بيده من أهاجي الناس. بغية الوعاة 2/297.
[24866]:انظر البحر المحيط 6/251.
[24867]:في ب: مصدر.
[24868]:في ب: أو المهاد.
[24869]:في ب: وأفراخ. وهو تحريف.
[24870]:انظر الكشف 2/97 – 98.
[24871]:وذلك على مذهب البصريين في الوصف بالمصدر، فعندهم إما أن يكون على تقدير مضاف أو جعل العين نفس المعنى مبالغة مجازا وادعاء. وعند الكوفيين على التأويل بالمشتق. انظر شرح التصريح 2/113.
[24872]:انظر البحر المحيط 6/251.
[24873]:المرجع السابق.
[24874]:في الأصل: أبو عبيدة.
[24875]:في ب: بأن الفراش والفرش.
[24876]:في الفخر الرازي: (أجاب أبو عبيدة: بأن الفراش اسم، والفرش فعل) 22/68 وفي اللسان (فرش): فرش الشيء يفرشه ويفرشه فرشا، فانفرش وافترشه: بسطه. الليث: الفرش مصدر فرش يفرش ويفرش، وهو بسط الفراش.
[24877]:في ب: فعل. وهو تحريف.
[24878]:في ب: شتيت.
[24879]:وذلك أن (فعلى) من أمثلة جمع الكثرة وهو مطرد في وصف على فعيل بمعنى مفعول دال على هلك أو توجّع أو تشتت نحو قتيل وقتلى وأسير وأسرى، وجريح وجرحى، ويحمل عليه ما أشبهه في المعنى من فعل: كزمن وزمنى، وفاعل كهالك وهلكي، وفيعل كميت وموتى، وفعيل بمعنى فاعل كمريض ومرضى، وأفعل كأحمق وحمقى، وفعلان كسكران وسكرى. وما سوى ذلك محفوظ كقولهم كيس كيسى، فإنه ليس فيه ذلك المعنى، وسنان ذرب وأسنة ذربى. انظر شرح الأشموني 4/132 – 133.
[24880]:شتا: سقط من ب.
[24881]:في ب: فهو شتيت.
[24882]:أي: سقط من الأصل.
[24883]:اللسان (شتت).
[24884]:في ب: نحو شتى وفيها أوجه. وهو تحريف.
[24885]:في ب: الأول.
[24886]:الكشاف 2/436، التبيان 2/893.
[24887]:ما بين القوسين في ب: الفهوم. وهو تحريف.
[24888]:في ب: وجاء. وهو تحريف.
[24889]:في ب: لتخصها فالصفة. وهو تحريف.
[24890]:وذلك أن الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة، لأنه محكوم عليه وحق المحكوم عليه أن يكون معرفة. وقد يقع صاحب الحال نكرة بمسوّغ يقويه من المعرفة، ومن هذه المسوغات أن يكون صاحب الحال مخصوصا بوصف كقراءة إبراهيم بن أبي عبلة {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا} [البقرة: 89]. بنصب "مصدق" وقول الشاعر: نجيت يا رب نوحا واستجبت له *** في فلك ماخر في اليم مشحونا انظر شرح التصريح 1/376، وشرح الأشموني 2/175.
[24891]:في ب: مضمرا.
[24892]:في ب: ويجوز.
[24893]:في ب: مختلفة الطعم.
[24894]:الكشاف 2/436.
[24895]:التبيان 2/893.
[24896]:انظر الكشاف 2/436، والبحر المحيط 6/251.
[24897]:قوله تعالى: {وكلوا واشربوا} ورد في القرآن ست مرات [البقرة: 60، 187]، [الأعراف: 31]، [الطور: 19]، [الحاقة: 24] [المرسلات: 43] . انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن 377.
[24898]:في ب: متعدية. وهو تحريف.
[24899]:اللسان (رعى)، البحر المحيط 6/251.
[24900]:في ب: قوله: النهى.
[24901]:انظر البحر المحيط 6/251.
[24902]:قال أبو عليّ: (وقد يجوز أن يكون (فعل) مصدرا اختص به المعتل وإن لم يكن في الصحيح، كما كان كينونة ونحوه مصادر) الحجة 1/134 وانظر البحر المحيط 6/251.
[24903]:ذكر ابن عادل هناك: أن الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن يوسف الشاطبي ذكر أن العرب قالت لقيته لقى، وأنشدنا لبعض الرجاز: وقد زعمــــــوا عــلمـا ولـم أزد *** بحمد الذي أعطاك حـلما ولا عقلا انظر اللباب 1/42 – 43.
[24904]:انظر البحر المحيط 6/251.
[24905]:في ب: لما سأل موسى.
[24906]:ما بين القوسين سقط من ب.
[24907]:في ب: بالنوم.
[24908]:تعالى: سقط من ب.
[24909]:[البقرة: 22].
[24910]:في ب: أي أدخل لكم في الأرض لأجلكم طرق تسلكونها.
[24911]:انظر البغوي 5/437.
[24912]:عند قوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} [البقرة: 22] وذكر ابن عادل هناك: من السماء ابتداء الغاية، ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أن حالا من ماء، لأن صفة النكرة إذا قدمت عليها نصبت حالا، وحينئذ فمعناها التبعيض، وثم مضاف محذوف، أي: من مياه السماء ماء، وأصل "ماء" موه بدليل تصغيره على مويه وجمعه على مياه وأمواه. انظر اللباب 1/82 بتصرف.
[24913]:في ب: وقد تقدم.
[24914]:تعالى: سقط من ب.
[24915]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[24916]:في ب: سقي الأراضي والزراعة.
[24917]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[24918]:انظر الفخر الرازي 22/68، 69 بتصرف.
[24919]:في ب: مزوجة. وهو تحريف.