{ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض مهادا } الموصول محل رفع على أنه صفة لربي متضمنة لزيادة البيان ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أو في محل نصب على المدح . قرأ الكوفيون { مهداً } على أنه مصدر لفعل مقدّر ، أي مهدها مهداً ، أو على تقدير مضاف محذوف ، أي ذات مهد ، وهو اسم لما يمهد كالفراش لما يفرش . وقرأ الباقون : { مهاداً } واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم قالا : لاتفاقهم على قراءة : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مهادا } [ النبأ : 6 ] . قال النحاس : والجمع أولى من المصدر ؛ لأن هذا الموضع ليس وضع المصدر إلا على حذف المضاف . قيل : يجوز أن يكون مهاداً مفرداً كالفراش ، ويجوز أن يكون جمعاً . ومعنى المهاد : الفراش ، فالمهاد جمع المهد ، أي جعل كل موضع منها مهداً لكل واحد منكم . { وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } السلك : إدخال الشيء في الشيء . والمعنى : أدخل في الأرض لأجلكم طرقاً تسلكونها وسهلها لكم . وفي الآية الأخرى : { الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض مهادا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [ الزخرف : 10 ] . ثم قال سبحانه ممتناً على عباده : { وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاء } هو ماء المطر . قيل : إلى هنا انتهى كلام موسى ، وما بعده هو : { فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً من نبات شتى } من كلام الله سبحانه . وقيل : هو من الكلام المحكيّ عن موسى معطوف على أنزل ، وإنما التفت إلى التكلم للتنبيه إلى ظهور ما فيه من الدلالة على كمال القدرة . ونوقش بأن هذا خلاف الظاهر مع استلزامه فوت الالتفات لعدم اتحاد المتكلم ، ويجاب عنه : بأن الكلام كله محكيّ عن واحد هو موسى ، والحاكي للجميع هو الله سبحانه والمعنى : فأخرجنا بذلك الماء بسبب الحرث والمعالجة أزواجاً ، أي ضروباً وأشباهاً من أصناف النبات المختلفة . وقوله { من نبات } صفة ل{ أزواجاً } أو بيان له ، وكذا { شتى } صفة أخرى له ، أي متفرّقة جمع شتيت . وقال الأخفش : التقدير : أزواجاً شتى من نبات . قال : وقد يكون النبات شتى ، فيجوز أن يكون شتى { نعتاً } ل{ أزواجاً } ويجوز أن يكون نعتاً للنبات ، يقال : أمر شَتٌّ أي متفرّق ، وشتّ الأمر شتاً وشتاتاً تفرّق ، واشتتّ مثله ، والشتيت المتفرّق . قال رؤبة :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.