قال عز وجل : { وتالله لاكِيدَنَّ أصنامكم } ، يعني : قال إبراهيم : والله لأكسرن أصنامكم . { بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ } ، يعني : بعد أن تنطلقوا ذاهبين إلى عيدكم .
وذلك أن القوم كانوا أرادوا أن يخرجوا إلى عيد لهم ، فقالوا لإبراهيم : اخرج معنا حتى تنظر إلى عيدنا . وكان القوم في ذلك الزمان ينظرون إلى النجوم فينظر أحدهم ويقول : إنه يصيبني كذا وكذا من الأمر . وكان ذلك معروفاً عندهم ، وكانوا إذا خرجوا إلى عيدهم لم يخلفوا بعدهم إلا من كان مريضاً { فَنَظَرَ *** إِبْرَاهِيمَ **نَظْرَةً فِى النجوم * فَقَالَ إِنّى سَقِيمٌ } يعني : أشتكي غداً . فأصبح من الغد معصوباً رأسه ، وخرج القوم إلى عيدهم ، ولم يتخلف أحد غيره . فلما خرج القوم ، قال إبراهيم : أما والله لأكيدن أصنامكم . فسمعه رجل منهم فحفظها عليه . فأخذ إبراهيم فأساً ويقال قَدُوماً ، جاء إلى بيت أصنامهم ؛ وكانوا قد وضعوا ألوان الطعام بين أيديهم ؛ فإِذا رجعوا من عيدهم ، رفعوا ذلك الطعام ويأكلون تبركاً . ودخل إبراهيم بيت الأصنام ، فرأى ذلك الطعام بين أيديهم ، فقال : أَلاَ تَأَكُلُونَ ؟ فلم يجيبوه ، فقال : { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ *** فَأَقْبَلَ * عَلَيْهِمْ ضَرْباً باليمين } ، يعني : جعل يضرب القوم بيده ؛ وقال السدي : قطع رؤوسها كلها ؛ وقال ابن عباس : كسرها كسراً ؛ وقال بعضهم : نَحَتَ وجوههم ؛ وقال بعضهم : قطع يد بعضهم ورجل بعضهم وأُذُنَ بعضهم ، فذلك قوله تعالى : { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.