وأما الفعل فقوله : { وتالله{[28728]} لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } لأمكرن بها . قرأ{[28729]} العامة «تَاللهِ » بالتاء المثناة فوق . وقرأ معاذ بن جبل{[28730]} ، وأحمد بن حنبل{[28731]} بالباء الموحدة{[28732]} . قال الزمخشري : فإن قُلْتَ «ما الفرق بين التاء والباء{[28733]} ؟ قلت : الباء{[28734]} هي الأصل ، والتاء بدل من الواو المبدل{[28735]} منها ، وأن التاء فيها زيادة معنى وهو التعجب كأنه تعجب من تسهل الكيد على يده وتأتيه{[28736]} . أما قوله : إنَّ الباء في الأصل فيدل على ذلك تصرفها في الباب{[28737]} بخلاف الواو والتاء{[28738]} ، وإن كان السُّهيلي قد ردَّ كون الواو بدلاً منها{[28739]} .
وقال أبو حيان : النظر يقتضي أن كلاً منهما أصل{[28740]} . وأما قوله : التعجب فنصوص النحويين أنه يجوز فيها التعجب وعدمه ، وإنما يلزم ذلك مع اللام{[28741]} كقوله :
3727- للهِ يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ ذُو حِيَد *** بِمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيانُ{[28742]} والآسُ{[28743]}
و«بَعْدُ » منصوب ب «لأكِيدَنَّ » ، و «مُدْبِرِينَ » حال مؤكدة ، لأن «تُوَلُّوا » يفهم معناها . وقرأ العامة «تُوَلُّوا » بضم التاء مضارع ( وَلَّى ) مشدداً{[28744]} .
وقرأ عيسى بن عمر«تَوَلَّوا » بفتحهما مضارع ( تَوَلَّى ){[28745]} ، والأصل : تتولوا فحذف إحدى التاءين إمَّا الأولى على رأي هشام{[28746]} ، وإمَّا الثانية على رأي البصريين{[28747]} وينصرها قراءة الجميع { فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ }{[28748]} ، ولم يقرأ أحد «تُوَلُّوا » وهي قياس{[28749]} قراءة الناس هنا ، وعلى كلتا القراءتين فلام الكلمة محذوفة ، وهو{[28750]} الياء ، لأنه من «وَلَّى » ، ومتعلق هذا الفعل محذوف تقديره : تولوا إلى عيدكم ونحوه{[28751]} . فإن قيل : الكيد ضرر الغير بحيث لا يشعر به ولا يتأتى ذلك في الأصنام فكيف قال : { لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } ؟
فالجواب : توسعاً لما كان عندهم أنَّ الضرر يجوز عليها ، وقيل : المراد لأكيدنكم في أصنامكم لأنه بذلك الفعل أنزل بهم الغم{[28752]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.