ولما أقام البرهان على إثبات الإله الحق ، أتبعه البرهان على إبطال الباطل فقال{[51171]} : { وتالله } {[51172]}وهو القسم ، والأصل في القسم الباء الموحدة ، والواو بدل منها ، والتاء بدل من الواو ، وفيها - مع كونها بدلاً - زيادة على التأكيد بالتعجب{[51173]} : قال الأصبهاني : كأنه تعجب من تسهل الكيد على يده - انتهى . وفيها أيضاً أنها تدل على رجوع التسبب باطناً ، فكأنها إشارة إلى أنه بعد{[51174]} أن تسبب في ردهم عن عبادتها ظاهراً بما خاطبهم{[51175]} به ، تسبب من ذلك ثانياً باطناً{[51176]} بإفسادها { لأكيدن } {[51177]}أكد لأنه مما ينكر لشدة عسره ؛ والكيد : الاحتيال{[51178]} في الضرر { أصنامكم } أي هذه التي عكفتم عليها ناسين الذي خلقكم وإياها ، أي لأفعلن بها ما يسوءكم بضرب من الحيلة .
{[51179]}ولما كان عزمه على إيقاع الكيد في جميع الزمان الذي يقع فيه توليهم في أيّ جزء تيسر له منه ، أسقط الجارّ فقال{[51180]} : { بعد أن تولوا } أي {[51181]}توقعوا التولي{[51182]} عنها ، {[51183]}وحقق مراده بقوله{[51184]} : { مدبرين* } لأنزلكم من الدليل العقلي على تحقيق الحق إذ لم تكونوا من أهله إلى الدليل الحسي على إبطال الباطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.