بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَيۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ} (47)

{ وَنَضَعُ الموازين القسط } ، يعني : ميزان العدل { لِيَوْمِ القيامة } ، يعني : في يوم القيامة . قال ابن عباس : هو ميزان له كفتان ، وله لسانان يوزن به الأعمال الحسنات والسيئات ، فيجاء بالحسنات في أحسن صورة ويجاء بالسيئات في أقبح صورة . { فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } ، يعني : لا ينقص من ثواب أعمالهم شيئاً ؛ { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } ، يعني : وزن حبة { مّنْ خَرْدَلٍ } . قرأ نافع { مِثْقَالَ حَبَّةٍ } بضم اللام ؛ وقرأ الباقون بالنصب ؛ فمن قرأ بالرفع فمعناه وإن حصل للعبد مثقال حبة من خردل ، ومن قرأ بالنصب معناه وإن كان العمل مِثْقَالَ حَبَّة يصير خبر كان { أَتَيْنَا بِهَا } ، يعني : جئنا بها وأحضرناها ، وقرأ بعضهم { ءاتَيْنَا } بالمد ، يعني : جازينا بها وأعطينا بها ، وقراءة العامة بغير مد . ثم قال : { وكفى بِنَا حاسبين } ، يعني : مجازين .