بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَجَعَلَهُمۡ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرٗا لَّهُمۡ لَعَلَّهُمۡ إِلَيۡهِ يَرۡجِعُونَ} (58)

قوله تعالى : { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً } ، يعني : فتاتاً ؛ ويقال كسرهم قطعاً قطعاً .

وقال أهل اللغة : كل شيء كسرته فقد جذذته ؛ وقال أبو عبيد : يعني : فتاتاً ويقال : كسرهم أي استأصلهم ، ويقال : جذَّ الله دابرهم أي استأصلهم ؛ وقرأ الكسائي : { جذَاذاً } بالكسر ؛ والباقون بالضم . وقُرِىءَ في الشاذ { جذَاذاً } بالنصب ، ومعناه قريب بعضها من بعض ، وهو الكسر .

{ إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ } لم يكسره وتركه على حاله ، وقال الزجاج : يحتمل الكبير في الخلقة ، ويحتمل أكبر ما عندهم في تعظيمهم . { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } ، يعني : إلى الصنم الأكبر ؛ ويقال : يرجعون إلى قوله باحتجاجه عليهم لوجوب الحجة عليهم ، فجعل القدوم على عنق ذلك الصنم الأكبر .