بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغۡرَقۡنَٰهُمۡ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ لِلنَّاسِ ءَايَةٗۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (37)

قوله عز وجل { وَقَوْمَ نُوحٍ } يعني : واذكر قوم نوح عليه السلام { لَّمَّا كَذَّبُواْ الرسل } يعني : نوحاً وحده كما قال : { ياأيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات واعملوا صالحا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [ المؤمنون : 51 ] ولم يكن إلا واحد وقت هذا الخطاب ، فيجوز أن يذكر الجماعة ، ويراد به الواحد كما يذكر الواحد ، ويراد به الجماعة كقوله : { والعصر إن الإنسان لفي خسر } [ العصر : 1 ] وإنما أراد به الناس ، ألا ترى أنه استثنى منه جماعة . ويقال : إن نوحاً كان يدعو قومه إلى الإيمان به ، وبالأنبياء الذين بعده ، فلما كذبوه فقد كذبوا جميع الرسل ، فلهذا قال : { لَّمَّا كَذَّبُواْ الرسل } { أغرقناهم وحعلناهم للناس آية } يعني : عبرة لمن بعدهم { وَأَعْتَدْنَا للظالمين عَذَاباً أَلِيماً } أي : وجيعاً .