بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ} (38)

ثم قال عز وجل : { وَعَاداً وَثَمُودَ } وقال بعضهم : انصرف إلى قوله : { وَلَقَدْ فَتَنَّا الذين مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذبين } [ العنكبوت : 3 ] وقال بعضهم : انصرف إلى قوله : { فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جاثمين } [ الأعراف : 78 ] يعني : أخذهم العذاب وأخذ عاداً وثموداً . ويقال : معناه اذكر عاداً وثموداً ، أو يقال : صار نصباً لنزع الخافض ومعناه : وأرسلنا الرسل إلى عاد وثمود . { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مّن مساكنهم } يعني : ظهر لكم يا أهل مكة من منازلهم آية في إهلاكهم . { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أعمالهم } يعني : ضلالتهم { فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل } يعني : صرفهم عن الدين ، ويقال : منعهم عن التوحيد . ويقال : صدّ يصدّ صدّاً إذا منعه وصدّ يصدّ صدوداً إذا امتنع بنفسه وأعرض .

قوله { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } في دينهم وهم يرون أنهم على الحق ، وهم على الباطل . ويقال : كانوا مستبصرين ، أي : ذوي بصيرة ، ومع ذلك جحدوا .