إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ} (38)

{ وَعَاداً وَثَمُودَ } منصوبانِ بإضمارِ فعلٍ يُنبئ عنه ما قبلَه أي أهلكَنا . وقرئ ثموداً بتأويلِ الحيِّ { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مّن مساكنهم } أي وقد ظهرَ لكم إهلاكُنا إيَّاهم من جهةِ مساكنِهم بالنَّظر إليها عند اجتيازِكم بها ذهاباً إلى الشَّامِ وإياباً منه { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أعمالهم } من فُنون الكفرِ والمَعاصي { فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل } السَّويِّ الموصِّلِ إلى الحقِّ { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } ممكِّنين من النَّظرِ والاستدلالِ ولكِنَّهم لم يفعلُوا ذلك أو متبينين أنَّ العذابَ لاحقٌ بهم بإخبارِ الرُّسلِ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ لهم ولكنَّهم لجُّوا حتَّى لقُوا ما لقُوا