قوله تعالى : «وَعَاداً وَثمُوداً » نصب «بأَهْلَكْنَا » مقدراً{[41471]} ، أو عطف على مفعول «فَأَخَذَتْهُمْ »{[41472]} أو على منصوب{[41473]} «ولقد فتنا » أول السورة ، وهو قول الكسائي . وفيه بعد كثير وتقدم تنوين «ثمود » ، وعدمه{[41474]} في هود ، وقرأ ابن{[41475]} وثاب : «وعادٍ وَثُمُودٍ » بالخفض عطفاً على{[41476]} «مَدْيَنَ » عطف لمجرد الدلالة ، وإلا{[41477]} يلزم أن يكون شعيبٌ مرسلاً إليهما ، وليس كذلك .
قوله : { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِن مَسَاكِنِهِمْ } أي ما حلَّ بهم وقرأ الأعمش : «مَسَاكِنُهُم » بالرفع على الفاعلية{[41478]} بحذف «من » . ثم ( بين ){[41479]} سبب ( ما ){[41480]} جرى عليهم فقال : { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل } أي عن سبيل الحق ، وهو عابدة الله «وكَانُوا مُسْتَبصرِينَ » قال مقاتل والكلبي{[41481]} وقتادة كانوا معجبين{[41482]} في دينهم وضلالتهم يحسبون أنهم على هدى ، وكانوا على الباطل ، والمعنى أنهم كانوا{[41483]} عند أنفسهم مستبصرين وقال الفراء{[41484]} : كانوا عقلاء ذوي بصائر . وقيل : كانوا مستبصرين{[41485]} بواسطة الرسل ، يعني لم يكن لهم في ذلك عذر لأن الرسل أوضحوا السبل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.