{ وعادا وثمود } بالصرف وتركه ، بمعنى الحي والقبيلة ، قال الكسائي : قال بعضهم : هو راجع إلى أول السورة أي ولقد فتنا الذين من قبلهم وفتنا عادا وثمود ، قال : وأحب إلي أن يكون معطوفا على : فآخذتهم الرجفة ، أي : وأخذت عادا وثمود ، وقال الزجاج التقدير : وأهلكنا عادا وثمود . وقيل : المعنى اذكر عادا وثمود إذا أرسلنا إليهم هودا وصالحا .
{ وقد تبين } أي : ظهر { لكم } يا معشر الكفار ، ويا أهل مكة { من مساكنهم } أي منازلهم الكائنة بالحجر والأحقاف واليمن آيات بينات تتعظون بها وتتفكرون فيها ، وكانوا يمرون عليها في أسفارهم فيبصرونها .
{ وزين لهم الشيطان أعمالهم } التي يعملونها من الكفر ومعاصي الله { فصدهم } بهذا التزيين { عن السبيل } أي : الطريق الواضح الموصل إلى الحق { وكانوا مستبصرين } بواسطة الرسل ؛ يعني لم يكن لهم في ذلك عذر لأن الرسل أوضحوا السبيل قاله الرازي . وقيل : مستبصرين في الضلالة ، قاله ابن عباس ، أي أهل بصائر يتمكنون بها من معرفة الحق بالاستدلال لكنهم لم يفعلوا . وقال الفراء : كانوا عقلاء ألباء ذوي بصائر في أمور الدنيا ، فلم ينفعهم بصائرهم ، وقيل : المعنى كانوا مستبصرين في كفرهم وضلالتهم معجبين بها ، يحسبون أنهم على هدى ، ويرون أن أمرهم حق ، فوصفهم بالاستبصار على هذا باعتبار ما عند أنفسهم ، أو متبينين أن العذاب لاحق لهم بإخبار الرسل لهم ، ولكنهم لجوا حتى هلكوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.