بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (30)

{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } في الدنيا { مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا } يعني تجد ثوابه حاضراً ، ولا ينقص من ثواب عمله شيء { وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء } يعني من شر في الدنيا { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا } يعني تتمنى النفس أن تكون بينها ، وبين ذلك العمل أجلاً بعيداً ، كما بين المشرق والمغرب ، ولم تعمل ذلك العمل قط ثم قال : { وَيُحَذّرُكُمُ الله نَفْسَهُ } أي عقوبته في عمل السوء { والله رَؤوفٌ بالعباد } قال ابن عباس : يعني بالمؤمنين خاصة ، وهو رحيم بهم .

ويقال : { رؤوف } بالذين يعملون السوء ، حيث لم يعجّل بعقوبتهم . ويقال : ذكر في أول هذه الآية عدله عز وجل في قوله : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا } ، وفي وسطها تخويف وتهديد وهو قوله { وَيُحَذّرُكُمُ الله نَفْسَهُ } وفي آخرها ذكر رأفته ورحمته وهو قوله

{ والله رَؤوفٌ بالعباد } .