بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ ثُمَّ رَزَقَكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡۖ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَفۡعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيۡءٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (40)

ثم أخبر عن صنعه ليعرف توحيده فقال عز وجل : { الله الذي خَلَقَكُمْ } ولم تكونوا شيئاً { ثُمَّ رَزَقَكُمْ } يعني : أطعمكم ما عشتم في الدنيا { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } للبعث بعد الموت ، لينْبّئكم بما عملتم في الدنيا ويجازيكم { هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مّن شيء } يعني : يفعل كفعله . ثم نزّه نفسه فقال : { سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ } وقد ذكرناه - ويقال : الله الذي خلقكم وطلب منكم العبادة ، ثم رزقكم وطلب الطمأنينة ، ثم يميتكم وطلب منكم الاستعداد للموت ، ثم { يحييكم } وطلب منكم الحجة والبرهان .