فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ ثُمَّ رَزَقَكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡۖ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَفۡعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيۡءٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (40)

{ الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلك من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون40 ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون41 قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين42 }

وعادت الآيات الكريمة تجادل المشركين ، وتقيم الحجة على بطلان ما زعموه من إفك مبين ، وتذكر بفضل الخلاق الرزاق ذي القوة المتين ، الرب المعبود بحق هو الذي أنعم بالخلق ، وأمد بالرزق ، ويتوفى الأحياء إذا جاء أجلهم ، ويحييكم جميعا بعد موتكم ، والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ، ولا يملكون لكم رزقا ، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ، فكيف عدلتموهم بالله العزيز الوهاب ، المبدئ المعيد ، الفعال لما يريد ؟ ! تنزه ربنا وتعالى مقامه عن النظراء والأنداد ، والشركاء ، والأضداد{[3362]} ، والصحابة والأولاد ، نقل النيسابوري : { من } الأولى والثانية والثالثة كل واحدة منهن مستقلة بتأكيد لتعجيز شركائهم ، وتجهيل عبدتهم : قلت : الأولى للتبعيض ، كأنه أقام فعل البعض مقام فعل الكل . . والثالثة لتأكيد الاستفهام ، والمتوسطة للابتداء . اه .


[3362]:المثيل المعاند المخالف.